الأربعاء، 31 يوليو 2013

نهدم بيوتنا بأيدينا

 نهدم بيوتنا بأيدينا
هل نحن شعوب نحتاج للديمقراطية ونريدها أم لا؟.
وأن كنا نحتاجها ونريدها هل نحن حقاً نعرف الديمقراطية وآلياتها أم نود أن نخترع ديمقراطية جديدة على حسب عقولنا كما فعل من قبل المستبدين الطغاة وفعل الطاغية معمر القذافي حين أخترع ديمقراطية سلطة الشعب وسمها النظرية العالمية الثالثة وبأن كل ديمقراطيات العالم الأخرى مزيفة.
هل هذا ما نريده فعلاً ديمقراطية جديدة غير مجربة وأحضان مستبد جديد؟.
هل نخرب بيوتنا بأيدينا ونبدأ من الصفر أو من تحت الصفر أم نستفيد من تجارب الأخرين الذين خاضوا التجربة ونجحوا، فنبني عليها ونكيفها بما يتلاءم مع مجتمعاتنا؟.
ما يحدث في دول الربيع العربي أمر غريب عجيب هل السبب هو الشعوب أم السبب حكومات ضعيفة غبية؟!.
فمثلا حادثة اغتيال براهمي في تونس حُمل مسئوليته للحكومة وطلبوا حل البرلمان والحكومة والسؤال هل يجب على الحكومة أو الدولة تخصيص شرطي لكل مواطن حتى يحرسه وبالتالي يحفظ أمن كل عضو حزب وحقوقي وصحفي وصاحب رأي وعضو برلمان ووزير....إلخ.
أليس مثل هذه الاغتيالات والتفجيرات حدثت في أعظم دول العالم لديها أمن قوي وتكنولوجيا متقدمة؟! مثل فرنسا وبريطانيا واسبانيا وحتى امريكا وروسيا.
أليس غريب عجيب في الديمقراطية عندما يحدث حادث أو أي طارئ أول ما يقفز إليه وينادي به المتربصين اسقاط الحكومة واسقاط البرلمان دون تحقق أو تحقيق أو دليل أو حجة هل هذه انتهازية أم حرص؟!
هل هذا ما حدث في أحداث 11 سبتمبر فخرج الشعب الأمريكي يطالب بأسقاط بوش وحكومته واسقاط الكونجرس أم ألتف الشعب كل الشعب حول قيادته ونسوا خلافاتهم ولو مؤقتاً أليس هذا ما يحدث في كل الدول المتحضرة؟!
هل نحن حقاً كما قال علينا الغرب بمن فيهم اسرائيل بأننا شعوب متخلفة غوغائية لا تصلح ولا تنفع معنا الديمقراطية ولا نستحقها وكل ما نحتاجه هو ديمقراطية على شاكلة ديمقراطية السيسي؟!
أليس من الغريب العجيب في وطني الحبيب الغالي ليبيا وفي ظروف إرهابية بالغة التعقيد يخرج الناس يطالبون بأسقاط الحكومة وبأسقاط البرلمان أو المؤتمر الوطني العام أو المؤتمر الشعبي العام (سميه ما شئت) وبأسقاط المفتي وبإلغاء قانون وأحزاب وتكتلات وقطع علاقات وفئة تحرق وتعبث في المقرات وفئة أخرى ترد عليها وفئة تقتلع الخيام؟!
أليس في هذا الوقت نحن بأمس الحاجة فيه للالتفاف حول أنفسنا وحول حكومتنا ومؤتمرنا وننسى خلافاتنا مؤقتاً حتى ندافع على مكتسباتنا وثورتنا المجيدة ونفوت الفرصة على عدونا وعدو الديمقراطية والحرية؟!
أليس من مصلحة الإرهاب والإرهابيين وأعداءنا وأعداء الديمقراطية وحتى الدول التي نطالب بقطع العلاقات معها بأن تعم الفوضى بيننا فنتصارع ونتقاتل فنضعف فينقض علينا فيحكمنا فنصبح عامة رعاع قطعان يسهل التحكم فيها؟!
وأخيراً يا أهل ليبيا الغالية الحبيبة يا شعب ليبيا العظيم أتحدوا وتوحدوا في الشدائد ولا تختلفوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فيحكمكم ملازم أو رجل لا تعرف جنسيته أو هويته أو دينه أو متشدق مستبد يظهر مالا يبطن.
قال الله تَعَالَى : { وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ{ صدق الله العظيم وقد بلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين.

محمد بن علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق