الشعب
ينتصر...
دعونا
نوضح ملاحظة هامة أو مفارقة هامة في سياق انقلاب تركيا دون تحيز أو تعاطف.
قال
عمر بن العاص رضى الله عنه "رجالها مع من غلب" وهذا للأسف لا ينطبق على
الشعب المصري فقط ولكنه ينطبق على أغلب الشعوب العربية من المحيط إلي الخليج فنحن
فعلاً نتحيز لمن غلب ولا نتحيز للحق ومازالت الشرعية عندنا بالبيعة أو بالغلبة ...
حتى يومنا هذا. إلا أن الغلبة هي الحالة المهيمنة والمتصدرة للمشهد على مر التاريخ.
لذلك جل حكامنا وعلى مدى 1400 سنة تقريباً حكمونا بالغلبة ولم يحكمنا بالبيعة إلا
عدد قليل جداً لا يتعدى عددهم أصابع اليدين الإثنين.
والمفارقة
الهامة التي توضح الفرق الصارخ ما بين ثقافة الشعوب وتحضرها هي خروج الشعب المصري
بقده وقديده لتأييد الانقلاب والتحالف مع من غلب ومنح التفويض لشخص يكافح الإرهاب
المحتمل وبذلك يكون قد نصر من غلب ولم يحترم بيعته... بينما خرج الشعب التركي بقده
وقديده للوقوف ضد الانقلاب وإفشاله حتى ينصر الحق ويحافظ على بيعته... وهذا هو
جوهر الفرق "شعوب خاضعة مذعنة وشعوب حرة".
ملاحظة:-
1- الغلبة...
معيارها تعظيم القوة والهيمنة وتعني "الأقوى يسيطر فيحكم" وهي قانون من
قوانين الغابة.
2- البيعة...
معيارها كسب ود الناس وخدمتهم وتعني "الأفضل يخدم فيحكم" وهي قانون
إنساني متحضر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق