الأربعاء، 12 أبريل 2017

أسباب الكارثة

أسباب الكارثة
يا سادة هذه الأزمات والاختناقات والمطبات والكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها ليبيا تحتاج إلى خطط استراتيجية شاملة ومتكاملة تتداخل مع بعضها البعض وتكمل بعضها البعض... الوضع في ليبيا مركب ومعقد واستثنائي يحتاج إلى قيادة أو قائد من نوع خاص.

أما الموجودون في السلطة حاليا فقد عفى عليهم الزمن ولا يصنفون كقادة اصلا وبالكاد يصنفون كمدراء غير محترفين وقد أثبتوا لنا بأنهم لا يستطيعون إدارة الدولة إلا في حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة.

الاثنين، 10 أبريل 2017

الظلم أو التقسيم

الظلم أو التقسيم

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) ۞ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100) وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101).(سورة النساء).
سمعت بعض الخطباء والفقهاء والعلماء متمسكين بوحدة الأوطان الجغرافية وغير متمسكين بالحق والعدل والحرية. فتجدهم يحذرون الناس من تمزق الوطن وانقسامه ويحثوهم على الصبر على الظلم والاستبداد حتى يأتي الله بأمره أي بمعنى الظلم والاستبداد والعدل والحرية مسائل ثانوية غير ذات أهمية في سبيل وحدة الوطن.
ولكن بشيء بسيط من التدبر نجد أن غاية الله من إرسال رسله بالبينات ودين الحق هو رفع الظلم والجور عن الناس وتحريرهم من الرق والعبودية وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ولم تكن غايته التمسك برقعة جغرافية معينة لذلك لم تهتم الرسالات بوحدة الأوطان الجغرافية وإنما اهتمت بوحدة الأمة بالحق والعدل والقسط والحرية مع اختلاف الزمان وانقسام المكان، قال الله تعالى (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52))(سورة المؤمنون) أمة واحدة من أدم عليه السلام إلى يومنا هذا ومن إندونيسيا إلي أي مكان في الأرض يؤمنون بقيم الحق والعدل والسلام.
لذلك تجد الرسل والأنبياء عليهم أجمعين الصلاة والسلام لم يتمسكوا بالأرض بل كانت سنتهم الهجرة في سبيل الله والأخلاق الحميدة والتمسك بمبادئ الحق والعدل والحرية والسلام. (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(21).(سورة الأحزاب).
تكمن المشكلة بأن جل الخطباء والفقهاء والعلماء يطلبون من الشعب الصبر على الظلم والاستبداد والطغيان وعدم المطالبة بحقوقهم المدنية والإنسانية في سبيل وحدة الوطن والغريب لا يطلب من الرئيس المستبد أو الملك الطاغية أن يتنازل عن طغيانه واستبداده وظلمه من أجل الشعب أو يتنازل عن ملكه أو حكمه في سبيل وحدة الوطن!!
قال تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41).( سورة القلم).
ورغم كل ما قلناه إلا أنه يبقى السؤال يطرح نفسه:
من أين لنا هذه الثقافة التي يطلب فيها من الضحية أن تصبر ومن المجرم أن يستمر؟
أيهما أكثر أهمية التمسك بالحق والعدل والقسط والحرية أم التمسك برقعة جغرافية معينة؟
أيهما أكثر أهمية توحيد الأقطار أم اكراه واجبار الناس بالقوة تصل إلى درجة القتل؟
وأخيرا مفهوم الأمة فيه خلط ويحتاج إلى تحرير فأنا مثلا افهم الأمة هي التي تجمعها مبادئ وقيم واحدة مثل من يؤمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا أمة واحدة منذ بداية الخلق حتى نهايته يوم القيامة وقد أمر الله رسوله بأن تكون له ولاية على المهاجرين والأنصار ولا تكون له ولاية على المؤمنين الذين لم يهاجروا ... بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) سورة الأنفال