المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
قال تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ
لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ
الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف:
188].
صحيح لا يمكن لأحد أن يزبط مستقبل
ليبيا بالزبط إلا إذا كان نبي يوحى... ولكن يبقى دائما الأمر مجرد تخمين ناتج عن
تحليل مجموعة من المعطيات أو البيانات تتمثل في الغالب من الاخبار والتغذية
العكسية ولذلك وللأسف تجد كثير من الناس لا يفرق ما بين الخبر والذي هو مؤكد أن
كان صادق وعن مصدر موثوق وبين تحليل الخبر الذي قد يخطئ أحيانا وقد يصيب أحيانا.
ولن يكون التحليل صائب 100% بأي شكل
من الأشكال مهما كان المحلل قوي وبارع وعلى ما أعتقد مهما كان التحليل صائب لن
تتعدى دقته أو صحته وملامسته للحقيقة أكثر من 75% على الأغلب... وفي العموم لا يكون
المحلل السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الباحث العلمي قوي ومتمكن إلا إذا
بنى تحليله أو بحثه على معلومات أو بيانات أو أخبار صحيحة وصادقة وموثوقة وسيكون
تحليله ضعيف وغير منطقي إذا بني على بيانات ومعلومات خاطئة وغير حقيقية لذلك تقول
القاعدة في علم الإدارة "يكون القرار صحيحاً وصائباً إذا بني على بيانات
ومعلومات صائبة حقيقية وهو ذو نتائج إيجابية ويكون القرار خاطئ إذا بني على بيانات
ومعلومات خاطئة غير حقيقة أي كاذبة وبالتالي ستكون نتائجه بالضرورة سلبية وأحياناً
كارثية" ولذلك قالوا (يجب أن نفرق ما بين الخبر وتحليل الخبر). ولهذا استشراف
المستقبل يحتاج إلى
تخطيط واعي بجمع البيانات وتحليلها وتحديد الإمكانيات ومواطن القوة والضعف حتى
يتمكن المخطط أو المحلل بالتنبؤ بغيبيات قد تحدث في المستقبل.