أكرمكم الله
""الكلب اللي ينبح ميعضش"".
هذا المثل الشعبي
ينطبق على رئيس كوريا الشمالية وقادتها.
فلو كان هذا الفتى
الغر يريد الحرب فعلاً وهو قائد حكيم ومحنك, والقادة من حوله حكماء, لكان أعد للحرب
عدتها في كامل السرية، ثم ضرب ضربته الأولى بغته على حين غرة، حتى يضمن المفاجأة
والصدمة الأولى، التي قد تضع له خطوة أولى في طريق النصر.
ولكن هذه العربدة،
والتهديد والوعيد المتكرر بشكل مبالغ فيه, ينم على فتى صعلوك بيده مقدرات دولة
يستفز ويبتز بها الصديق والعدو, ونحن نعلم الحالة الاقتصادية التي يمر بها العالم
عامة وكوريا الشمالية بصفة خاصة, فالمجاعة والفقر وقلة الحيلة وضيق الأفق في مثل
هذه الأنظمة الشيوعية, لا تجد حلول مبتكرة لأزماتها ومشاكلها الداخلية مما يجعل
منها دول عدوانية مجنونة تصدر أزماتها لجيرانها واصدقائها واعدائها.
فالمشكلة الداخلية
التي قد تؤدي إلي هدم وأسقاط النظام، يجب تصديرها للخارج حتى لا يقع نفس الخطاء
الذي وقع فيه الطغاة العرب حينما أطاح بهم الربيع العربي على حين غرة, ومن قرأ
كتاب الأمير الشهير يعلم أن ما تقوم به كوريا الشمالية ورئيسها هو تطبيق حرفي
لنظريات ميكا فيلي"أي ألهاء الشعب عن مشاكله الداخلية بخلق مشاكل خارجية والدخول في حروب لو تطلب الأمر".
لذلك كل ما يقوم به
هذا الفتي الغر هو عبارة عن ابتزاز ممنهج للدول الكبرى، كي يدخل معهم في تفاوض يرفع
على أثره الحصار ويتحصل على مساعدات غذائية ومالية لحل أزمته الداخلية, فالظروف
الداخلية لكوريا الشمالية لا تسمح لها بخوض مثل هذه الحرب التي قد يعرف متى تبدأ
ولا يعرف متى تنتهي فجميع المعطيات العسكرية وموازين القوى العالمية تؤكد هزيمتها
بدخولها في أتون حرب حتماً سيدمرها.
وأخيراً أرجح عدم
قيام هذا الفتى الغر بأي هجوم إلا أذا كان يملك قدر كافي من الغباء أو أن الوضع
الداخلي لكوريا الشمالية ينهار تماماً ولم يبقى أمامه إلا ""علي وعلى
أعدائي"" أو ""أنا ومن بعدي الطوفان"". والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق