الإسلام كالماء الجاري
الهادي الرقراق يفيض بالخير وينشر الخضرة والنماء على كل ما حوله وهو مطلب كل
الناس لما فيه من منافع وخير وعلى العكس تماماً يكون الماء الهادر الجارف المندفع
كالطوفان لا يبقي ولا يدر فيجرف ويدمر كل ما أمامه وحوله وهو ما يتقيه وما يخافه
الناس ويفرون منه بل يعتبره بعضهم غضب من الله وعقاب.
ولو دخلت إلي جنة
خضراء غناء لعلمت علم اليقين أن بها ماء دون أن تراه وكذلك نريد الإسلام انعكاس
لنمو ورفاهية حياتنا ويبدأ هذا من الحكم
والسياسة ولا أتصور هنا أي إنسان مسلم سيحكم بمعزل عن إسلامه أو بمعزل عن خلفيته
الإسلامية وبالذات ذلك المسلم المؤمن صاحب العقيدة، وليكن السؤال من الذي يحكم في الحقيقة
بالضبط الإنسان أم الإسلام؟!.
فلو زعمت بأنه لا حكم
إلا للإسلام وأن الحكم إسلامي فقط وأن لا حكم إلا لله، ولا دخل لأعمالنا في الأمر،
فماذا لو حدث خطأ في التطبيق أو التنفيذ أو الاجتهاد؟ هل يكون خطأ إسلامي أم خطأ بشري؟!
من الطبيعي هنا أن يقفز كل مغرض أو جاهل أو عدو وينسب هذا الخطأ للإسلام وليس لنا
نحن البشر الخطاءون، ومثال ذلك عند الحكم بالإعدام على شخص ما وبعد تنفيذ الحكم وفوات
الأوان يكتشف بأنه بريء، هل هذا الخلل في الإسلام (أستغفر الله طبعاً) أم في البشر
المتأولين الخطاءين؟. لذلك عندما تشتغل إدارة أو سياسة أو اقتصاد أو سباكة أو
ميكانيكا أو أو لا تنسبه لله أو للإسلام وإنما أنسب العمل أو الشغل الذي تشغله إلي
أعمالك...والدليل على ذلك هو بأننا سنحاسب على أعمالنا يوم
القيامة مهما كانت حيث قال الله تعالى ""(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
شَرًّا يَرَهُ)"" لذلك ستحاسب على أعمالك يوم القيام حتى وأن أدعيت أنها
إسلامية. تصور...أن أول ما تسأل عنه صلاتك، أليس الصلاة عمود الدين فمن أقامها
أقام الدين ومن ضيعها ضيع الدين فكيف نسأل عنها يومئذ رغم أننا نصلي.
لذلك دعنا لا نخلط الإسلام
بأعمالنا حتى يجري رقراق صافي دون أن نعكره.
وأخيراً هل الخلفاء
الراشدين والسلف الصالح رضي الله عنهم ورضوا عنه انتهجوا نفس السياسة وحكموا الأمة
بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب دون تبديل أو تغيير أم حكم كلٌ حسب فهمه؟!. فهل حكم
علي كرم الله وجهه بنفس الطريقة التي حكم بها عثمان، وحكم عثمان بنفس الطريقة التي
حكم بها عمر، وحكم عمر بنفس الطريقة التي حكم بها أبو بكر، رضي الله عنهم
أجمعين؟!.
والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق