لافي العير ولافي النفير.
نقاش حاد وجدال لا ينتهي يصل لحد السب واللعن، قسم الأسرة إلى أسرتين والجماعة
جماعتين والمجتمع مجتمعين وال
دولة دولتين.
صراخ وصياح يدور في المرابيع والحجرات والقاعات حول حفتر والكرامة والفجر
والقسورة وبنغازي
وككلة وطبرق وطرابلس والزنتان ومصراته والبرلمان والمؤتمر والشرعية واللاشرعية.
المشكلة أننا
نصرخ ونصيح ونحرق أعصابنا ونرفع ضغطنا ونحن لا نملك من الأمر شيء وعلى رأي المثل
""لافي العير ولافي النفير"" أي ليس لنا ناقة ولا جمل أي وبمعنى
أدق لا نقاتل مع المقاتلين ولا نخرج حتى مظاهرة للاحتجاج مع المحتجين أي أننا لا
نساوي شيء في ميزان تغيير الأحداث وحركة المجتمعات وقيمتنا صفر على الشمال في الأرقام
من فئة الأعداد الطبيعية.
يا سيدي نحن
بشكل من الأشكال وعلى أي حال نوع من أنواع العبيد غير مصنف، ولن يكون لدينا فرق
كبير أن حكمنا حفتر أو البغدادي أو حتى الملك عبد الله أو حكمنا البرلمان أو
المؤتمر أو حكمنا الزنتان أو مصراته فنحن يا سيدي ينطبق علينا المثل الذي يقول ""من
يتجوز أمنا أنقولوله يا عمنا"" أي ""متفرقش هلبة""
المشكلة أننا نبقى نصرخ ونصيح ونتلاعن ونتخاصم دون فائدة تذكر.
من هنا
حكمنا القذافي 42 سنة عندما كنا نتحدث وننتقد ونشتم الأخ القائد في المرابيع
والحجرات المغلقة وفي نفس الوقت نمجده ونهتف له في الميادين والساحات وفي كتابتنا ونبلع
ألسنتنا ونلتفت حولنا في وجود شخص غريب لا نعرفه.
هذا بالضبط ما
يحدث اليوم بين جماعة أعرفها وفي مكان أعرفه حق المعرفة، تجدهم يتجادلون يصيحون ويصرخون
يتلاعنون ويتخاصمون ويهجر بعضهم البعض وكل ذلك بسبب ""كرامة...فجر...مؤتمر...برلمان...مصراته...زنتان""
وهم هم نفسهم لم يستطيعوا خلع أو عزل مديرهم أو تغيير رئيسهم في العمل.
فما بالك بتغيير
حال دولة.
دولة دولتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق