الاثنين، 1 يونيو 2015

مبعوثي هيئة الأمم المتحدة



 مبعوثي هيئة الأمم المتحدة    
لماذا فشل أو يفشل كل مبعوثي هيئة الأمم المتحدة في حل النزاعات الدولية والعالمية؟!

ظاهرة فشل المبعوثين في حل النزاعات الدولية تحتاج وقفة جادة من الباحثين والدارسين للبحث في اسرار هذا الفشل وتفنيد أسبابه.

مبدئيا وحسب رائي لا يرجع السبب لكونها مؤامرة كونية_ كما يقال غالباً_ أو بسبب نظام وبيروقراطية هيئة الأمم نفسها وما تلقاه من تقييد وتكبيل وتحكم من الدول الكبرى ذات النفوذ وحق النقد (الفيتو).

ولكن وعلى ما أظن تعود أسباب الفشل للأشخاص أنفسهم ولأمزجتهم وأهوائهم ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي: -

1-   أسباب نجومية.
على سبيل المثال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون أو المبعوث جمال بن عمر إلى اليمن أو ستيفان دي ميستورا إلى سوريا هم في الغالب شخصيات دبلوماسية منسية لا يكاد يسمع عنهم أو يراهم أحد في الحالات العادية ولا ظهور لهم إلا في الحالات الاستثنائية (النزاعات والكوارث).

فجأة هذا الشخص المنسي يجد نفسه في قلب الحدث والأضواء من حوله في كل مكان وصوره تنازع ملوك ورؤساء الدول في تصدر نشرات الأخبار والصحف.

هل تعتقد أن مثل هذا الشخص المنسي سيسعى لحل مشكلة كانت سبب شهرته؟!...كيف؟! وهو يعلم علم اليقين بأنه وفي حالة توصله لحل الأزمة أو النزاع ستنطفئ الأضواء ويعود من حيث أتى منسي كما كان ليفقد أسباب شهرته بيده.

2-   أسباب اقتصادية واجتماعية.
كلنا يعلم لما للسفر والترحال من فوائد مالية وعلائقية (علاقات) والدبلوماسيين في الغالب يتقاضون رواتب في الأحوال العادية وعند تعيينهم كمبعوثين تزيد الفائدة ويجد نفسه من مطار إلى مطار ومن فندق إلى فندق ومن اجتماع إلى اجتماع وتنهال عليه العروض العلنية والسرية والله أعلم كم من عمولة أو رشوة عرضت عليه أو تقضاها وما خفي كان أعظم...والله أعلم.

لذلك لا ولن تجد مبعوث أممي يحل النزاعات في العالم_ إلا من رحم ربى _ بل سيزيد من تعقيد المعقد وتقسيم المقسم ليصبح طرف من أطراف النزاع ويطيل أمد الصراع ولا يسعى إلى حل جدي منطقي رغم أن بعض الأزمات يكاد يكون حلها واضح وبسيط وفي متناول اليد إلا أنه يعمل عكس ذلك تماماً فلا يقدم المشكلة على حقيقتها بل يتلاعب بها ويضلل رؤسائه والرأي العام كما يفعل برناردينو ليون في الأزمة الليبية.

وأخيراً... هل عرضت على برناردينو ليون رشوة أو عمولة من قبل البرلمان أو المؤتمر الوطني؟!!...ربما...الله أعلم.

على الهامش//
كوفي عنان والأخضر الأبراهيمي أين هم الآن وماذا يصنعان بعد ما انطفأت عنهم الأضواء؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق