الانقسام...هل بات حقيقة؟
ليس من الطبيعي أن أحد الزوجين يريد
الانفصال والأخر متمسك به وميت في دباديبه فكل شي يجي بالسيف غير حبني يا ابن أدم بالسيف.
سبحان الله... دائماً وعلى مدى التاريخ
أخوتنا في الشرق يهددونا بالتقسيم والانفصال كلما مر الوطن بأزمة أو محنة وانتهزوا
الفرصة للضغط على الجرح حتى يدمي ويزداد ألم...وكان ولايزال دائماً ما يسمى بالغرب
يتنازل لإخوانه حرصاً وفاءً منه على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وأن لم تصدق راجع
التاريخ بداية من تجريدة حبيب إلي الاستقلال إلى الانقلاب في 69 م إلى يومنا هذا
فمثلاً (هل تجد اليوم فيما يسمى بالغرب من ينادي بالانفصال أو التقسيم؟!!) (أعطني
أسم له اعتبار).
ولقد تنازل جميع زعماء الغرب عن
زعامتهم لصالح الملك رحمه الله حتى لا يقسم الوطن وفي سبيل الوحدة والاتحاد بعد
كفاحهم المرير من أجل استقلال ليبيا إلا أنه لم ينال هؤلاء الزعماء إلا التهميش أو
النفي وعلى سبيل المثال لا الحصر الزعيم بشير السعداوي رحمه الله.
لذلك وبعد أن بلغ الحال إلى أرذل
الأحوال وبعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل بالمواطن المسكين البسيط... عندي
اقتراح أعتبره مهم نوعاً ما ولكن دون تخوين أو تجريم من فضلكم ومن أجل المواطن
الليبي والوطن الغالي ككل. فالوطن وأن جار علي عزيز والوطن من دون مواطن أو يعيش فيه
المواطن مطحون مقهور لا كرامه له لا يعني شيء وهو ليس بوطن مثله مثل الجبانة لا
حياة فيها لمن تنادي.
وانطلاقاً من تجارب دول فقيرة مثل
تونس والأردن مقارنة بنا كدولة غنية بنوا أوطانهم رغم الفقر وقلة الثروات وحققوا
قفزات نوعية في التحضر والبنية التحتية والصحة والتعليم وكان الفقر بالنسبة لهم
حافز لبناء دولهم على عكسنا تماماً كان النفط نقمة علينا وكثر المال حافز للتمكين
والتواكل والفساد والحصول على المال دون تعب ولا يخفى على أحد منا نحن الليبيين والخليجيين
نعالج في تونس والأردن من جميع الأمراض.
وبناءً على الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان والحريات وحق تقرير المصير وحكم الشعوب نفسها بنفسها وتشابك تشعب أطراف
الصراع ووصول الأزمة الليبية إلى طريق مسدود وفرم المواطن في مفرمة لقمة العيش
والحاجة والخطف والتهجير واللجوء وداعش أقترح _ ولو أنه اقتراح مؤلم _ أن نعطي حق
تقرير المصير لمن يريد الانفصال والتقسيم أن كان هذا يحفظ عزة وكرامة المواطن
ولتكن لإخواننا في الشرق دولتهم برقة التي يحلمون بها ولإخواننا في فزان دولتهم أن
شاءوا ذلك ولإخواننا الطوارق دولتهم ولإخواننا التبو دولتهم ولإخواننا الأمازيغ
دولتهم...ولم لا...فليكن لداعش دولتهم الإسلامية في وسط ليبيا فرب ضارة نافعة
ولنفرض بأنه كان لدينا أب توفي رحمه الله وترك لنا ورث اقتسمناه فيما بيننا حسب
الشرع وأخذ كل واحد منا نصيبه فالورث حلال ولو كان خلال فما بالك بإقليم وبراميل
نفط وفلوس.
وأقول لأخواني وأهلي في دولة طرابلس
لا تخافوا من الفقر ولا تحزنوا فقد قال الله وهو أصدق القائلين {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ
وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا
أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23)} بل سيكون الفقر حافز لكم لبناء دولتكم بهمة وشرف حتى تكون
في مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة في التعليم والصحة والمواصلات والبنية التحتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق