الثلاثاء، 12 أبريل 2016

تورجية



عشنا 42 سنة ثورة وثورجية ولجان ثورية ثم أضفنا 5 سنوات أخرى ثورجية باسم 17 فبراير لذلك يكفي ثورجية حتى نبني وطن.
على بالي عندما خرج الشعب في 17 فبراير خرج من اجل وطن يكاد يضيع وليس من أجل ثورة في حد ذاتها ولو كان خرجنا من أجل ثورة ما خرجنا أصلاً لأنها كانت متوفرة عندنا بكثرة 42 سنة "لين درهت كبد" مع احترامي لكم على هذا اللفظ.

على فكرة مازال في أخر أيامه ما يسمى بالقائد يقول ""ثورة ...ثورة حتى النصر"".  ولذلك عشنا في ثورة دائمة ليس لها نهاية وعاش هو لنفسه كثائر على أمل أن يكتب في التاريخ باسم "الثائر المفكر" وكان دائماً يعتز ويفتخر بأنه القائد الثائر وكان دائماً يحابي ويحمي ثوار اللجان الثورية (الواسطة والمحسوبية بقليل من النفاق).
ولو قال ""دولة ... دولة حتى النصر"" لكان خير له ولنا... وما كان لأحد أن ينازعه سلطانه وما كانت لتكن نهايته بتلك الطريقة البشعة وما كان ليزهد فيه شعبه وتقوم عليه ثورة... بل كان سيحترمه أشد الاحترام سواء في غيابه أو في حضوره ولدخل التاريخ من أوسع أبوابه دون تكلف عناء شراء الدخول فيه بدينار واحد من أموال الشعب المسكين (كان القذافي يدفع الملايين في سبيل أن يدون أسمه في كتب التاريخ) ولضرب به المثل في صنع دوله كما ضرب المثل بالشيخ زائد ومهاتير محمد ومنديلا...

لذلك أقول لأصحاب الفضيلة من ثوار 17 فبراير لا تكونوا ثوار ولا تجعلوا من الثائر قدوة لكم... بل كونوا بنائين وعمال يبنون دولتهم بحب وفخر واعتزاز... فالثورة فوضى أسم على مسمى تهدم وتدمر ولا تبني كالبركان حينما يثور يدمر كل ما حوله ولا فائدة منه ترجى حتى يخمد ويهدى... وكالطنجرة عندما تغلي وتثور حتى ينضج الطعام ولكن أن استمرت الطنجرة في الثوران (الغليان) فسوف يشيط الطعام ويحترق ويموت الناس جوعاً... من أجل ذلك لتقف الثورة ولتبدأ الدولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق