الاثنين، 17 يوليو 2017

عندما يكون الشعب شعب وليس عبد



عندما يكون الشعب شعب وليس عبد

"إن العملاء مهما تحسنت أجورهم فهم نوع من العبيد"
كان أمرا قد دبر بليل تتجلى فيها المؤامرة  في أخس معانيها حينما خطط المخطط وهندسة المهندس ومكر المكار وإذ _في الليلة الظلماء يفتقد البدر_ تنتشر الطائرات في السماء لتقصف وتنتشر الدبابات والمدرعات وجنود مدججين بالسلاح على الأرض لتغلق الطرق وتحتل المواقع.
مؤامرة كبرى تحيكها قوى خارجية وداخلية وعملاء يعملون من الداخل والخارج ليل نهار بكل جد وكد للانقلاب على حكومة يقال عنها حكومة خوارج ... إخوانية نتنة ريحتهم وحشة طوبى لمن قتلهم وقتلوه.
ولكن { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [ سورة الأنفال : آية 30 ]
ذلك الفاشل لم يكن مكار هذه المرة بما يكفي ولم يخطط بواقعية ولم يأخذ في حسبانه شعب حر يحترم ذاته واختياراته ومواثيقه فكانت المفاجأة بخروج الشعب الحر يحمي حكومة عينها واعطاها عهده باختياره عملاً بقوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1) ﴾( سورة المائدة). فوقف أمام الدبابة وأن سحقته ولم يختبئ خلفها حتى تجره … قَبل الموت والشهادة ولم يُقبل البيادة … خرج على بكرة أبيه ولسان حاله يقول لا لحكم العسكر ولم يخرج يغني تسلم الأيادي … لم يكن شعب سلبي مهزوم داخليا يستعبد ويخضع لحكم عسكر أو كتائب أو مليشيات ... ولم يكن شعب مع من غلب بل شعب مع الحق والشرعية وما شرعه لنفسه.
ذلك هو الفرق بين شعوب حرة تحترم ذاتها وكيانها تحكم نفسها بنفسها وتملك قرارها. بيدها السلطة والثروة والسلاح حقيقتاً وليس شعاراً وبين شعوب مستكينة مستعبدة تجلد ذاتها وتخرب كيانها تحكمهم الأنفس والأهواء. منزوع قرارها بالارتجال والعملاء ليس بيدها شيء سوى تنفيذ الأوامر في صمت مطبق.    

صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا *** فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ
نـامَـت نواطِـيـرُ مِـصـرٍ عَــن ثَعالِـبِـهـا *** فقـد بَشِـمْـنَ ومــا تَفْـنـى العناقـيـدُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
المتنبي
#عملاء











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق