أمريكا ومصر إلي
أين؟!
من المؤسف أن السيد
أوباما رئيس إدارة أكبر وأضخم امبراطورية في هذا العصر يصل إلي هذا الحد من الرعونة
والبراغماتية لدرجة أنه لم يتخذ قرار حتى هذه اللحظة بخصوص ما حدث في مصر، هل هو
انقلاب عسكري أم ليس انقلاب عسكري؟ وكأن أمريكا العظمى تخشى أن يقطع عنها المساعدات
المصرية وبالتالي تتأزم أزمة أمريكا الاقتصادية أكثر.
مثل هذا الموقف
السياسي المحايد عادتاً ما تتخذه الدول الصغيرة الضعيفة النامية مثل ليبيا
والسودان واليمن وتشاد وكينيا وغيرها....وليس إمبراطورية ضخمة مثل الولايات
المتحدة الأمريكية.
هذا دليل على ضعف
القيادة المتمثلة في ضعف الرئيس أوباما الذي لم نر منه قرار جدي وحازم إلي يومنا
هذا فمثلا لم يتخذ موقف حازم من أغلاق سجن غوانتنامو أو عند التدخل في ليبيا وبقي
في المقعد الخلفي ولم يتخذ موقف حازم أتجاه المالكي ولا اتجاه بشار وتسليح الثوار
ولا اتجاه مالي وأخيراً لا موقف حازم لما يجري في مصر.
هذا الرئيس أوباما يرتدي
بدلة أكبر منه حجماً بمرتين بل بثلاث مرات يل أمريكا أكبر بكثير من مخيلته وعقله
لذلك هو يصلح أن يكون رئيس لأحد الدول النامية مثل كينيا ويوم عن يوم يزداد يقيني
بأنه يحكم أمريكا على أنها كينيا وهو لا يدري وهذا ما يفسر تشبته بالمقعد الخلفي
والحياد والرعونة والمماطلة التي هو فيها.
ينعكس كل ما تقدم على
ما يحدث في مصر من معارضة ومعارضة المعارضة وإعلان دستوري مستبد وتجاهل للقوى
السياسية ومحاربة الأعلام وقفل القنوات لكتم صوت الحق وتجيير الحقائق وقلبها وقتل
واعتقالات بالجملة كل ذلك يؤسس إلي مشروع تزوير الانتخابات المقبلة وحكم ديكتاتوري
جديد على نهج انقلاب 23 يوليو.
لأجل ذلك هل يمكن
لأحد ما أن يهمس في أدن الرجل... ""أنتبه أنت رئيس أكبر وأضخم دولة في
العالم أسمها الولايات المتحدة الأمريكية وليس رئيس كينيا""...عله يفيق
ويتخذ موقف واضح.
محمد الغناي