مقاطعة الانتخابات
وفشلها هدف استراتيجي يسعى إليه كل عدو لليبيا وللشعب الليبي لضرب الديمقراطية
الناشئة في مقتل، وتعتبر المقاطعة على أقل تقدير خيانة وطنية يترك فيها الوطن
لمصيره يعبث به العابثين ويفسد فيه المفسدين. فعدم المشاركة في الانتخابات يعني
ترك الساحة للانتهازيين والمنافقين ليتقدموا الصفوف، وسينجح المرشح الغير مرغوب
فيه بأصوات المنتفعين والمتملقين من أقاربه وأصدقائه وقبيلته وبالتالي من المحتم
أن تفرز مثل هذه الانتخابات من لا يستحق أن يقود شعب كريم مثل الشعب الليبي، وفي
رأي لا تتم مقاطعة الانتخابات إلا في حالة واحدة وهي حالة التزوير وعدم النزاهة،
أي عند التأكد من تزييف ومصادرة أصوات الناخبين، عندها فقط يجب مقاطعتها بل تعتبر
مقاطعتها في هذه الحالة عمل وطني واجب. أما القول بأنه قد اصابنا احباط وخيبة أمل
بعد انتخاب اعضاء المؤتمر الوطني ومما آلت إليه الأمور من سوء. اقول "كلام حق
أريد به باطل"... نعم هناك خيبة امل، نعم هناك احباط ولكن. في حالة عزوف الناس
على الترشح والانتخاب أليست هذه هي ضربة المقتل للعملية الديمقراطية؟. ألا يحقق
ذلك هدف أعداء وكارهي الديمقراطية وهو بالضبط ما يريدونه؟. وما يدريك لعلهم يريدون
أن يحبطوك وينفروك حتى تقاطع ولا تعود للانتخاب والترشح مرة اخرى وبالتالي تبقى
الساحة خاليه لهم وحدهم يصولون ويجولون دون حسيب أو رقيب أو منافس شريف ينافسهم
على المناصب. ثم من سيقصي هؤلاء الفاشلين الانتهازيين عن لجنة الستين والبرلمان
وباقي مؤسسات الدولة وأنت المواطن الشريف الكريم الكادح المقهور الراقد ريح تقاطع
الانتخابات؟!. لذلك يجب أن تسود ثقافة بين الليبيين جميعاً بأن حق الترشح والتصويت
(الانتخاب) هو من أبجديات الديمقراطية وأساسياتها. وبأنه لا شرعية إلا للشعب
(الأمة) ولا يمكن معرفة اختيار الشعب إلا بالتصويت (الصندوق)... الشرعية ؛
الصندوق... ولا يتحقق ذلك إلا بحرية الاختيار.
يعتبر الأقبال على
الانتخابات ونجاحها, نجاح للديمقراطية وتمسك بها, وفي نفس الوقت فشل ذريع لنظرية
معمر القذافي.
محمد الغناي