الأحد، 22 سبتمبر 2013

الخبر.


الخبر.
نحن الدول المتخلفة نعيش كارثة كبرى بسبب الجهل المطبق في تلقي الخبر والأخبار فلا حسن إصغاء ولا تثبت ولا علم ولا حكمة ولا نعرف من أين تؤكل الكتف اللهم ما رحم ربك.
للأسف عندما تجلس مع السواد الأعظم من الناس في ليبيا تحاورهم وفي الوطن العربي تسمعهم تشعر بوضوح خلط وتضارب المصطلحات وتداخلها مع بعضها البعض، فجعلوا للمصطلح أكثر من معنى ودلالة.
فمثلا تجدهم كلهم يتحدثون في السياسة وهم لا يفرقون حتى بين الخبر والرأي أو تفاصيل الخبر التي يكمن فيها الشيطان, فتجد أحدهم يتحدث على رأي بأنه خبر من مصدر موثوق، من هو هذا المصدر؟! هو مصدر موثوق وكفى، بل يتحدث عن أمور مخفيه لا نعلمها يعلمها هو فقط من مصدر موثوق طبعاً؟!.
كما لاحظت أيضاً بأنهم يحبون أخبار الأكشن الأكثر إثارة، وهي ذات الأخبار التي يعرضها صاحبها على أنها أخبار مثيرة لا يعلمها إلا هو من مصدر موثوق لا يعلمه غيره، وهنا تكمن الكارثة بتحول الكذبة أو الإشاعة إلي حقيقة يبنون عليها قصص وخرافات، لتجد انتشار رهيب لفكر المؤامرة بين الناس، وكل ما يحدث من عيوب وأخطاء وفوضى في الدولة هو وببساطة مؤامرة فالعيب فيهم وليس فينا، وللأسف الشديد وقعت بعض القنوات الإعلامية المحلية والدولية المحترمة في هذا المأزق لأنها لم تتحقق مما قيل ومما يقال ففقدت مصداقيتها ومهنيتها بتشدق بعضهم بامتلاك الحقيقة من مصدر موثوق وبالمستندات.

لكم كنت أتمنى أن يستسقي الناس الأخبار من مصادرها المتخصصة والبعد عن أي خبر مهما كان مثير ليس له مصدر، ولكم كنت أتمنى أن أجلس مع أحدهم نتحاور عن أخبار لها مصادرها العالمية وليس مصدر موثوق غير معروف فنبني رأي على حقائق وليس أوهام ومؤامرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق