الاثنين، 31 مارس 2014

غير مؤدلجة


نعم لدولة مدنية غير مؤدلجة
هذه العبارة مكتوبة بالخط العريض بميدان الجزائر!!!!.
هل هذه الجملة مفيدة وتحمل معنى؟
هل صياغة الجملة بهذه الطريقة على الاطلاق دون تقييد او تخصيص يفضي إلى معنى؟
للوهلة الأولى ومن دون تدقيق تعتبر مفيدة...ولكن بالتمحيص والتقليب تجدها جملة تناقد نفسها وغير مفيدة.
هل الذي صاغ هذه العبارة يعلم أو يفهم ما معنى دولة مدنية؟ أو يفهم معنى مؤدلجة أو مؤدلج أو حتى تكبد بعض العناء ليعرف جذر هذا المصطلح ومما اشتق؟
هل صحيح أمة أقرأ لا تقرأ وأن قرأت لا تفهم حتى وصلنا إلى أمة لا تكتب وأن كتبت لا تفقه ما تكتب؟
هل يوجد في الدنيا انسان يعيش أطوار الحياة وتقلباتها دون أن يحمل مبادئ وقيم واخلاق تتغير وتتحول مع تقلب الحياة وأطوارها؟
أليس المبادئ والقيم والأخلاق أفكار نؤمن بها؟ وهي هي نفسها التي ندير بها شؤوننا... فهل نحن في هذه الحالة مؤدلجين؟
أنا لدي أفكار أؤمن بها وأرسم بها مسار حياتي ولا أتذكر يوماً عشته دون فكر أو تفكير...فهل أنا مؤدلج؟
ألم يكن معمر القذافي يؤلدج الليبيين على الفكر الأخضر؟
هل يستطيع من صاغ هذه العبارة أن يأتي لنا بمثل واحد فقط من العالم القديم أو الحديث عن دولة مدنية واحدة قامت وازدهرت من دون أيدولوجيا؟
ما قيمة الدولة المدنية التي لا يوجد فيها علم أفكار ومفكرين ولا تحمل فكر وتفكير؟ وما الذي ستقدمه لنفسها وللعالم؟ وهل تستطيع مثل هذه الدولة أن تستمر؟
ما أود قوله في النهاية لم ولن تنشأ أي دولة مدنية أو ثيوقراطية أو علمانية أو مستبدة إلا بالفكر والأفكار والمفكرين ولو أعدنا صياغة هذه العبارة أو هذا الشعار باللغة العربية الخالصة دون استخدام المصطلح الأجنبي فستكون العبارة كالتالي: -
نعم لدولة مدنية غير مفكرة
أي دولة مدنية ليس لها أفكار سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية.
أو نعم للدولة المدنية غير عقائدية.
أي دولة مدنية ليس لها عقائد تؤمن بها في العبادة والسياسة والاقتصاد والاجتماع.
وأخيراً... مؤدلجة... مؤدلج كلمات اشتقت من كلمة إيديولوجيا اللاتينية وتعني علم الأفكار ولعموم الفائدة يمكنكم زيارة الموقع الالكتروني ويكيبيديا على العنوان التالي:-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق