الاثنين، 30 أبريل 2018

النواب يرفضون


النواب يرفضون...
النواب يرفضون مرحلة انتقالية رابعة، لا يكون أساسها دستور دائم.
الدستور هو الميثاق الوطني أو عقد شراكة اجتماعي سياسي، يحتاج إلى قوة تحميه حتى يقام ويعمل به على أرض الواقع.
من الملاحظ أن أغلب الدول الاستبدادية والتي يحكمها طغاة بها دستور دائم مثل الصين وروسيا ومصر.
ولكن السادة النواب يظنون بأن الدستور الدائم، يضمن لهم دولة ديمقراطية يسودها، تداول سلمي على السلطة، وحرية التعبير، وهذا فهم قاصر ينم على سذاجة سياسية.
ولكن السؤال المهم هو... من يحمي الدستور ويضمن تطبيقه على الواقع؟!
1.   يقول البعض المؤسسة العسكرية متمثلة في الجيش والشرطة وما يتبعها من أجهزة أمنية. وهذا خطأ قاتل يؤدي في الغالب إلى انقلاب عسكري _كما تعلمنا من تاريخ الانقلابات في العالم_ لأن العسكر من طبعهم متسلطين، تغريهم السلطة التي يحمونها، وبالتالي يختطفونها بحكم التغلب والتسلط.
2.   آخرين يعتبرون النخبة متمثلة في المثقفين ومجتمع مدني ورؤوس أموال. هم من يحمي الدستور، ولكن هذه النخبة بصفة عامة وعلى وجه العموم لا الخصوص يتميز اغلبها وليس كلها بالجبن، فهي تؤثر السلامة ولا تحب المغامر والمعارك التي تفقدها امتيازاتها، وهي في الغالب تنحاز لمن غلب.
3.   يُقال الشعب وحده هو الجدير والمخول بحماية الدستور. وهذا الكلام صحيح إلى حد ما... إلا أن الشعب لا يملك أدوات حماية دستوره وحقوقه غير الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات، وهذا كله مشْروع إلا أنه قد يؤدي إلى فوضى وبمعنى أدق إلى ثورة، تفقد الدستور مشروعيته وتؤول الشرعية إلى الشرعية الثورية. وهذا ما يحتاج إلى عدة سنوات حتى تهدى الأمور وتستقر وترجع إلى سابق عهدها.
أذن من يحمي الدستور؟!
الدستور يحميه جميع من ذكر في السابق، بقيام كل منهم بدوره فقط دون التعدي على دور غيره.
فالعسكر عليه حماية الشعب والنخبة، حسب دورهم المكلفين به دون تجاوز الى أدوار أخرى أو القفز على أدوار ليس دورهم، حسب الميثاق أو العقد مبرم بينهم وبين أفراد الشعب، لذلك يجب تصويت كل أفراد الشعب على إقرار مسودة الدستور، بما في ذلك العسكر من افراد جيش وشرطة وأجهزة أمنية. أما النخبة فعليها توعية العسكر والشعب في كل مجالات الحياة، ومن بينها أهمية الدستور وكيفية الحفاظ عليه وحمايته، والابتعاد عن الانهزامية والجبن والانتهازية والتسلل خلف خطوط الدفاع لتسجيل هدف غير شرعي. أما باقي فئات الشعب، عليها دائما الانتباه جيدا للعسكر والنخبة "فليس كل قوة قاتلة وليس كل كلام منمق منجي يراد به الخير" وعلى الشعب أن يتعلم ويثقف نفسه، وأن يأخذ دوره بكل وعي وجد وقوة لحماية دستوره وحقوقه، وبأن يدافع عن حقوقه بوعي باستعمال حق الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات في حدود ما يسمح به الدستور والقانون، دون الوقوع في براثن الفوضى (الثورة) وانهيار الدولة.
وأخيراً لنحلل الوضع في ليبيا، كي نتبين هل الدستور يؤسس دولة مستقرة أم الدولة المستقرة تؤسس دستور؟!
أولاً: العسكر: في بلادي لا توجد مؤسسة عسكرية موحدة أو تراتبية عسكرية واضحة، فالجيش منقسم على نفسه وأصبح متعدد الولاءات وليس له عقيدة عسكرية واضحة، أما الشرطة فلا حول لها ولا قوة وبالكاد تعمل بخُمس طاقتها أي 20% من طاقتها، ولا تمتلك القوة التي تحمي بها المواطن. والأجهزة الأمنية الداخلية لا تكاد تعمل أو تجمع معلومات أو حتى تداوم.
ثانياً: النخبة: تكاد تكون النخبة في بلادي سطحية، "وكلٌ يغني على ليلاه" فالتضاغن والتباغض والتشاحن والحسد، هي سمتهم الغالبة عليهم إلا ما رحم ربي، فلا مجتمع مدني قوي يحمي استحقاقات ومستحقات المجتمع، ولا رؤوس أموال تحمي الاقتصاد الوطني وترحم الضعيف وتنقذ الملهوف ذو الحاجة، ولا مثقفين واعين لدورهم الخطير وفي الغالب تجدهم يهرفون بما لا يعرفون.
ثالثاً: الشعب: للأسف في بلادي الأكثرية من الشعب غير واعية غير مدركة، حائرة فيما بين خيارتها لا يعلمون ماذا يريدون، ليس لديهم قرار في أي شيء، ولا يملكون قرارهم، تقودهم عواطفهم للحكم على الأمور، فيسهل انقيادهم والتلاعب بهم، لذلك يؤثر عليهم الاعلام تأثير بالغ ويتلاعب بهم العسكر والنخبة، فتراهم تارة يصدقون الكذب ويكذبون الصدق، وتارة أخرى تراهم يعيشون ما بين الحقيقة والخيال، وقد يئسوا من كل شيء وأي شيء حتى أنهم يقسمون بالله العظيم بأنه "لن تقوم قائمة لليبيا بعد اليوم" لذلك تجد فئة من الشعب تنحاز بالمطلق للعسكر دون وعي أو أدراك، وفئة أخرى تنحاز للنخبة تتملقها وتتمسح بها، وفئة ثالثة كل أمالها في القوى الإقليمية والدولية، وفئة رابعة حائرة لا تدري الى من تنحاز فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
أذن في ظل ما سبق، نجد أن العملية متكاملة ومعقدة ومركبة تتداخل مع بعضها البعض، فإقامة دستور دائم يحترمه جميع فئات الشعب، يحتاج إلى عسكر ونخبة وشعب واعين بمهامهم وأدوارهم، يدافعون على حقوقهم ملتزمين بوجباتهم دون تعدي أحدهم على الاخر، بعيداً عن المصالح الوقتية الضيقة والانانية والانتهازية. هذا ما يؤسس على المدى الطويل لدولة حرة مستقرة، تملك إرادتها وقراراتها، لا فيها مظلوم ولا مغبون أساسها العدل ... والعدل فقط.  
محمد بن علي الغناي



الأربعاء، 18 أبريل 2018

حفتر

 قد يَفرح أحدهم بغياب حفتر … ولكن.

وضع مثل وضع حفتر لا يفرح حبيب _ اللهم ما لا شماته _ بل يزيد المشهد ارباكا وضبابية.
المشكلة وللأسف لا تكمن في حفتر لوحده فحفتر ترس صغير ما بين تروس اكبر.
غياب حفتر لن يخلص الشرق الليبي من مشاكله وتشظيته ولن يخلص ليبيا من الانقسام السياسي والجغرافي لأن الذي كفل حفتر وهو السعودية ومصر والإمارات لم يغيب عن المشهد ولم يمرض بعد.
لذلك لن تترك السعودية ومصر والإمارات الشرق الليبي لأهله وسوف يحاولون إنتاج حفتر جديد  بكل ما أوتوا من قوة وعتاد.
فالسعودية ومصر ياعزيزي هم سبب مصائبنا وكوارثنا في الوطن العربي كله وليس ليبيا فقط.
أما مصر وحسب استنتاجي فأنها لن تترك الشرق الليبي في حال سبيله لأطماعها الواضحة فيه… ويمكن مراجعة أقوال بعض نخبهم بشأن موضوع برقة والجغبوب وغيرها.
هذه الدول غير عادلة في أهلها وشعوبها فكيف ستعدل فينا وهم يتعاملون معنا بعنصرية وفوقية باعتبارنا بدو وقبائل متخلفين.
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
يااهلنا في الشرق والجنوب والغرب اعتمدوا على انفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.
وأخيراً أتمنى أن يكون مرض حفتر المفاجيء موعظة بليغة تنبه الأصحاء الغافلين.



الاثنين، 16 أبريل 2018

روضة الدول العربية




يكفي هدر للوقت والجهد والمال.
منذ أن انتبهت على الدنيا لم أعرف خيرا في اجتماعاتهم.
لذلك نطلب الخروج من روضة الدول العربية حتى نكبر ونتحول إلى رجال راشدين.
صباح الخير ياجاري انت في حالك وأنا في حالي.
فلا ننصرهم إذا غزو ولا نذلهم إذا انهزموا.
سنة 2003م صفقت للقذافي تصفيقاً حاراً عندما أعلن انسحاب ليبيا رسميا من جامعة الدول العربية.
ولكن في الحقيقة تصفيقي لم يكن للقذافي في حد ذاته وإنما كان تصفيقي لليبيا التي تخلصت من قيود وعبء لطالما شعرت بأنها تشدنا إلى الخلف.

وكنت أعلم بأن أنسحاب القذافي من الجامعة كان انتقاماً لنفسه وليس من أجل ليبيا ولكن وللأسف هذه هي السياسة عندما تلتقي أو تتعارض المصالح. فيصبح العدو صديقاً والصديق عدواً.  

الاثنين، 9 أبريل 2018

السياسة والدين




السياسة تعني فيما تعنيه "فن إدارة المصالح". والمصالح متغيرة من وقت إلى أخر لذلك قال الحكماء أولـــي الألبـــاب "لا تقحم الدين في السياسة" حتى تنزه الدين عن مثل هذه الشبهات أي فصل الدين عن السياسة. فعندما تقدم المصلحة عن المفسدة تظهر وكأنك كاذب. لأنه وببساطة ما كان بالأمس مفسدة أصبح اليوم مصلحة والعكس صحيح. ولنفس السبب تختلف الفتوى باختلاف المكان والزمان. وإدارة شؤون الناس تختلف باختلاف أحوال الناس في المكان والزمان. ومن هنا نطلب من جميع تيارات الإسلام السياسي مثل الإخوان والسلفية والوهابية وغيرها من التيارات عدم التشدق بالدين وفصل العمل السياسي عن العمل الدعوي. لأن ما يفعله المداخلة وما فعله الإخوان مؤخراً هو تدنيس لدين وتشويه للإسلام لا أكثر ولا أقل.
فالسياسة مصالح "(فلا عداء دائم ولا صداقة دائمة في السياسة بل مصلحة دائمة)". وهذا أصل من أصول فن السياسة.

الخميس، 5 أبريل 2018

السمسار الزعيم



ترمب سمسار بارع يتقن ثلاث أشياء مهمة يجب أن تتوفر في أي سمسار وهي:-

1-   لديه القدرة على قلب الحقائق.
2-   لدية القدرة على بيع ما لا يملك.
3-   لديه القدرة على بيع كل شيء وأي شيء وأن كان تافهاً.
من الطبيعي أن تكون لكل مهنة عيوب ولمهنة السمسرة عيوبها التي تؤخذ عليها أيضاً وهي كأي مهنة مرت بمراحل تطور من هواية إلى حرفة إلى علم محترم يُدرس في الجامعات إلا وهو علم التسويق.
ولكن هذه المهنة المحترمة استغلها ترمب وبعض ملوك وزعماء العالم أبشع استغلال. فسوقوا لبيع الأرض والعرض والعروش والدماء والجيوش وآلام الشعوب.
أنهم يسمسرون بثروات بلدانهم ليقدموها قرباناً وتقرباً إلى السمسار الأكبر الذي حول جيش بلاده القوي إلى مرتزقة تحمي عروشهم واستبدادهم وتثبت شرعيتهم المغتصبة.
أنهم يستقوون بالسمسار الأجنبي على شعوبهم التي كرهتهم ونبذتهم فاشتروا منه كل شيء وأي شيء بداية من الجيش إلى الصاروخ والدبابة حتى الدبوس ونسوا أن يشتروا منه قليلا من العدل والإنصاف.
سماسرتنا أو ما يسمون بهتانا وزورا بقادتنا لا يطلبون إلا شراء الأسلحة أو رفع الحظر عن الأسلحة رغم فقر شعوبهم واحتياجهم لأبسط مقومات الحياة من تعليم وصحة وسيولة.
أنهم ليسوا زعماء في شعوبهم بل هم زعماء عائلات المافيا.
أنهم يتاجرون بكل شيء وأي شيء.


الأربعاء، 4 أبريل 2018

ما قيمة أمة يهان ملوكها؟




يا مسلمون ... من شاهد منكم هذا الفيديو هل شعر بالإهانة؟!
أن لم تشعروا بالإهانة فلابد أنه هناك خلل ما!!!
يا أهل نجد والحجاز ألم يشعر أحد منكم بالإهانة؟!
أن شعرتم بالإهانة فهذا يعني مازال فيكم خير كثير ولايزال فيكم رجال.
وأن لم تشعروا بالإهانة فقل على الدنيا السلام ولن تقام لكم قائمة.
ما قيمة أمة يهان ملوكها؟

الأحد، 1 أبريل 2018

حَتَّي إِذَا اسْتيْئَسَ



حَتَّي إِذَا اسْتيْئَسَ

مَرَيَمْ مُحَمَدْ الغَنَاي

كان هناك رجل طاعن في السن وقد استطاع الزمن أن يضع علية بصماته فقد امتلأ وجهه بالتجاعيد وقد أصبح شعرة رمادي بالكامل ولكنه مازال يحافظ على نظارة وجهه وصحة جسده، كان يجلس في القدس الشريف وقد كان جالسا وأمامه القران الكريم، ويتلو سورة يس.
فقاطعة ولد صغير يبدو في السن العاشرة بني الشعر وعيناه زرقاوين ذو بشرة قمحيه قال الولد "جدي جدي الم تسمع القدس أصبحت إسرائيلية لا يحق لنا الجلوس هنا" نظر إلية الرجل الطاعن في السن بوجه بشوش مبتسم في كل حين كعادته فقال له وهو يبتسم "اجلس أولا يا ولدي".
جلس الصبي القرفصاء متكئاً على ذراعه اليسرى فرد الجد مصطفي" يا محمد أن هذا ليس صحيح فالقدس مازالت عربية ومدُمنا مازلنا نسكن فيها فأنها مازالت عربية"
قال محمد "ولكن يا جدي قال ترمب أنها أصبحت عاصمه لإسرائيل وانهم سيباشرون في بناء السفارة الأمريكية بمدينة القدس" فقال الجد مصطفي وهو مازال يحافظ على ابتسامته المشرقة "يأبني لو قال ترمب أن ننسي والدك الشهيد رحمه الله وننسى أخاك ذو الـ15 ربيعا المسجون ظلما وجدك المريض الذي ليس معه مالاً للعلاج وامك التي لا تعلم كيف ستوفر تكاليف دراستك واختك التي تزوجت وتغربت بسبب نفي زوجها العزيز وأنت الذي رشقت الضباط الإسرائيليين بالحجارة واستنشقت الغاز هل ستنسي يا ولدي أوانك ستتوقف عن النضال؟!"
نظر محمد للجد بحزن وخيبة امل فقد تذكر كل ألامه وأوجاعه وترقرقت عيناه بالدموع وقال "صحيح يا جدي ولكن نحن الفلسطينيون لم يقف معنا أحد ولم يدعمنا أو يتحرك أي جيش لمساعدتنا لتحريرنا فلقد عشنا أياما وشهورا وسنوات تحت وطأة الاحتلال الظالم _ بدا محمد بالبكاء_ ظالم لا يرحم شيخا أو طفلا أو أمراءه ولا مريضا ولا معافا".... قاطعة الجد وقد بداء بتلاوة بعض الآيات من صورت يس "يس )1( وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ )2( إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ )3( عَلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )4( تَنزِيلَ العَزِيزِ الرَّحِيمِ.... وأكمل التلاوة بوجه المشرق إلى أن أحس أن محمد قد هداء روعة فقال الجد "هل رأيت يا محمد القرآن قلل من حزنك وأنه سيقلل من الظلم فلا تخف فأن الله لا يحب الظلم ولا الظالمين وأنه أيضا وعد بنصر كل مظلوم".
قاطعه محمد وهو يقول "ولكن يا جدي ألا تعتقد أن الله قد تأخر بتنفيذ وعده أم نحن ظالمون _قالها بوجه يدل على كل دلالات الحيرة_ فضحك الجد بصوت مرتفع وقال "كلا يأبني فحن أن شاء الله لسنا بظالمين ولكن سبب تأخر الله هو امتحان صبرنا أولاً وثانياً لأنه لم يولد أو يكبر بعد الذي سيقود قارب فلسطين برفقة القدس إلى بر الأمان".
تحمس محمد وقال" وكيف هي مواصفات ذلك الرجل"
قال الجد بابتسامه "سيكون رجلٌ لا ذكر"
جلس محمد وربع قدميه وقال بفضول شديد "جدي مصطفي ما الفرق"
قال الجد "هناك فرق فالرجل يحب كل من حوله بإخلاص ولا يخون أحد وان لا يكذب أبداً _اغلق الجد مصحفه وأعطاه لمحمد وهو يقول_ وأن يكون مرتبط بالله عز وجل وأن لا ولا يهجر القران ويتبع تعاليمه"
فقال محمد "أعدك يا جد أن أكون رجل لا ذكر وأن أحرر في يومٍ ما فلسطين مهما طال الزمن"
وضع الجد يده علي راس سبطةِ وقال "وعدني أنك ستهتم بابنتي ألا وهي والدتك وكلا من شقيقتك وزجها وشقيقك وجدك الأخر وأنك ستعيش حياتك مبتسما مهما واجهت من صعاب".
قال محمد بنشاط مبالغ به وبابتسامة مشرقة "أعدك أعدك أعدك" قال الجد "أقسم ولا تنسي قسمك فقد قسمت في القدس الشريف"
فقال محمد وهو مازال على نشاطه "أقسم _وقد صرخ بأقصى ما يملك_ أسمعي يا قدس لقد قسمت اليوم على حمايتك وحماية أسرتي وكل ما أملك وعلى حماية بلدي ووطني فتذكري هذا سآتي يوماً وأقول لك لقد وفيت بوعدي...وفيت بوعدي... _خفت صوته وقال_ وفيت بوعدي...وفيت بوعدي _ولكن الكلمات الأخيرة لم يقلها محمد ذو 10 سنوات وإنما قالها رجل قد غزى الشيب معظم راسة ولكن ليس طاعن في السن.
كان يرتدي بزة سوداء وكأنها تدل على سنوات الظلم وربطة عنق حمراء تدل على دما الشهداء الذي كان والده وشقيقه جزء منهم وقميص أبيض كدليل على السلام وعلم فلسطين على قلبه وقد امسك بحقيبة سوداء بيده يحمل بها أخر تذكار له من جده المتوفي وأوراق رسمية للمفوضات التي أتت بعد أن جعلت إسرائيل تتعرض للعديد من الخسائر.
خطى بخطوات متثاقلة وجلس،... لقد جلس بأخر مكان التقاء به جده. نفس المكان الذي قرر فيه بأنه سيحرر فلسطين المكان الذي عرف فيه الفرق بين الرجل والذكر المكان الذي حصل فيه على أخر تذكار من جدة.
فتح حقيبته واخرج منها مصحف قديم فتحه عشوائيا وقد فُتح علي سورة يس حينها تذكر كيف أن جده قرأ له منها ليهدأ، حينها جلس يتلو منها ما تيسر وهو يتذكر أخر حوار بينه وبين جده مصطفي.
...نعم فان الجد قد توفي وهو مازال جالسنا في الأقصى (القدس) الشريف حيث ما تمنى أن يموت.
ترقرقت عينا محمد الكبير وهو يتذكر جده وبعد برهه أذرف الدموع ولكنه أذرفها وهو يبتسم وقال بهمس "مرحبا أيتها القدس ها أنا ذا قد أوفيت بوعدي وتحررتي ولكني وللأسف لم أستطع حماية أخي فقد استشهد ولم أستطع توفير الدواء لجدي فلقد كنت صغيراً ولم أستطع العمل وأما باقي أفراد العائلة فهم على ما يرام"
ثم باشر محمد بتلاوة يس ولكن قاطعة جندي وقال "سيدي الرئيس أن وسائل الأعلام يطلبون بإجراء لقاء معك وان أبنائك وزوجتك وباقي أفراد أسرتك بانتظارك في الخارج"
 ابتسم محمد الطفل الرجل وقال الأول "جدي أنا ذاهب لمساعدة أمي وأدرس" أما الأخير فقال "ها نحن ذا نعود للعمل"
من الممكن أن يبدو هذا الحلم مستحيل وبعيد ولكن بالمثابرة والإصرار والأمل سيتحقق... أن محمد واجه بعد موت جده العديد من المحن والعديد مِن مَن استخف برجولته الصغيرة ولكنه كبر وحقق كل متمناه هو وكل العرب والمسلمون.

أنها قصة من نسج خيالي ولكني واثقة كل الثقة أن القدس ستعود عربية يوما وان فلسطين ستوعد لأهلها بلا ريب ولكن كما قال اللهُ تعالى )إِنَّ اللهِ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ(.
      

**النهاية**