الأحد، 9 سبتمبر 2012

الحكومة وليس الشعب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحكومة وليس الشعب
قد تكون هذه الجملة كلام حق يراد به باطل فلست أعلم من أين خرج علينا هذا المصطلح ولصالح من يتم تسويقه، فهذه الجملة لم يتم تداولها في حقبة الثمانينات ولم أسمع بأنها تم تدولها بالسبعينيات ولا حتى في التسعينيات فمن أين جاءت هذه العبارة.
أنا مواطن عادي جداً ولا أزعم أنني متخصص بالسياسة ولكنني أزعم بأنني متتبع جيد للسياسة فمنذ أن وعيت على الدنيا تشكل لدي مع مرور الوقت ثقافة ثم فكر.
لذلك ومن خلال ثقافتي فأنا أفهم عندما نقول أننا نلوم ونحتج على الحكومة وليس على الشعب بأن هذا الكلام صحيح بشكل ما على مستوى الجدال والحوار فقط في غرف وأروقة الحوار، أما على مستوى العمل والفعل والتعامل مع الدول فلا يمكن التعامل مع شعب طيب دون التعامل مع حكومته الفاسدة التي أساءت لنا كشعب والعكس صحيح حيث يمكن التعامل مع الحكومة دون التعامل مع الشعب فالنظرية التي لا يمكن تحقيقها عملياً تبقى نظرية فقط.
ففي المعاملات الاقتصادية والتجارية بين الشعوب المستفيد منها أولاً وأخيراً هي الحكومات لأن مثل هذه المعاملات قد تقلل من البطالة وقد تزيد دخل الفرد إلي غير ذلك من الاستفادة قد تخفف من الضغط الشعبي على الحكومات.
وعندما أراد العالم أن يعاقب الطاغية القذافي على إرهابه عاقب ليبيا وصدرت العقوبات من هيئة الأمم ومجلس الأمن باسم ليبيا وليس باسم الطاغية كحكومة وكذلك العراق عندما صدرت عليها عقوبات أبان حكم صدام.
لذلك دائماً الحكومات تمثل شعوبها وما تقوم به الحكومات بشكل أو بأخر مسئول عليه الشعوب ومن هنا جاء في لقاء مع الوزير مصطفى بن حليم عندما سأله المحاور عن الجزائر "وقال أقصد الحكومة وليس الشعب ويجب أن نفصل بينهما فرد سعادة الوزير بالقول الجزائر بما معناه ولا يمكن الفصل بينهما وقال بل أقول الجزائر ومن هنا يشتهر في العالم القول بأن الحكومات مسئولة أمام شعوبها، ولدينا تاريخياً شواهد وأدلة تبرهن على ذلك نوردها فيما يلي:-
1)    من المسئول عن غزو العراق هل هي الحكومة الأمريكية المتمثلة في جرج بوش وكولن باول وأزلامهم أم الولايات المتحدة الأمريكية وعندما ستطلب العراق التعويض والاعتذار ممن تطلبه من بوش أم من أمريكا برغم خروج الشعب الأمريكي في مظاهرات ضد الحرب.
2)    عندما طلبت ليبيا التعويض والاعتذار عن الحقبة الاستعمارية لإيطاليا هل طلبته من الفاشستي موسيليني أم من الشعب الإيطالي المتمثل في حكومته الحالية باعتبارها المسئولة على قتل أجدادنا وعلى أعمال الفاشستية في ليبيا فإذا أخذنا بالقول بأننا يجب الفصل بين الحكومة والشعب وقسنا على ذلك فأن الحكومة الإيطالية الجديدة ستقول ببساطة أنا غير مسئولة على أعمال الحكم الفاشستي إبان موسيليني وأزلامه كما أننا عاقبناه وسحلناه في شوارعنا والجيش الذي غزى الأراضي الليبية قد مات كله ونحن جيل جديد غير مسئولين على ما فعل أجدادنا الجيل القديم ولكن ماذا حدث؟ فالذي حدث عكس ذلك تماماً فقد اعتذرت إيطاليا وقبلت بالتعويض عن أفعال أجدادهم الذين ماتوا وهذا يدل على أنه لا مفر من تحمل الشعب لمسئولياته أمام حكوماته فالذي قدم الاعتذار والتعويض هو الشعب الإيطالي الجديد.
3)    طائرة لوكربي من يدفع تعويضها وبشكل دقيق من تحمل حماقات الطاغية القذافي هل تحملها القذافي نفسه أم الشعب الليبي والآن وبعد سقوط هذا الطاغية هل ستسامحنا أمريكا عن لوكربي وتلغي التعويض؟ أم نحن الشعب الليبي سوف نقول نحن غير مسئولين عن حماقات الطاغية وبالتالي لن نكمل دفع التعويضات ... فهل يستقيم ذلك؟!.
أخيراً أذكركم باعتذار ألمانيا وعقدة الذنب الأوروبية عن الهلوكست (المحرقة) والدلائل والشواهد كثير من التاريخ فكلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته هو المعنى السياسي الصحيح في مثل هذه الحالات والقول بأن الحكومة وليس الشعب أي الحكومة هي الراعية وهي المسئولة والشعب ليس راعي وليس مسئول هو قول فاسد لا يمكن القياس عليه ولهذا يتم محاصرة وقتل وتدمير الشعوب بسبب نزوات وحماقات حكوماتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق