بسم الله الرحمن الرحيم
الفدرالية بين الواقع والارتجال
نعم يجب الابتعاد عن الشتم والذم وتجنب التخوين والتهويل قدر الإمكان ولتكن الحجة بالحجة والعلم بالعلم وليكن المرء منصف ولو مع نفسه، أن كان مسلم حقاً وأن يقول الحق ولو على نفسه....... نعم الحق الحق أقول لكم أن بنغازي مهمشة والزنتان مهمشة وغريان مهمشة وأجدابيا مهمشة......وما يوجد في طرابلس غير موجود في مناطق أخرى في ربوع هذا الوطن الحبيب......... نعم وبعد الأمل الكبير والفرحة العارمة بثورة 17 فبراير حدثت صدمة وإحباط بسبب التعامل الباهت للمجلس الانتقالي وبسبب هذه الحكومة الراقدة..... وعلى العموم أنا أسميها حكومة صح النوم .... فردة فعلها دائماً ما تأتي متأخرة بعد نوم عميق....... وهم في مجملهم (حكومة الكيب) لا يفقهون شيء في السياسة....... ولا علاقة لهم بالسياسة من قريب أو بعيد ومثال ذلك تخبطهم في احتواء الثوار وجمع السلاح.......... فالحكومة لا تتعامل مع هذا الموضوع بسياسة.... وهي وضعت أمامها مقررات تسير عليها ولا تتزحزح عنها قيد أنملة فالسياسة فن الممكن وليس نطح الحائط كما قالوا أجدادنا في المثل الشهير "خش على الجبل بقدومة" فالإحباط والصدامات كثيرة وكثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر أزلام الطاغية المقبور الذين مازالوا يصولون ويجولون ويتقلدون المناصب مع عدم سماعهم للناس والاهتمام بمشاكلهم فالمجلس صنع لنفسه أذن من طين وأذن من عجين مثله مثل أعوان الطاغية ووزرائه السابقين ولو أردنا أن نعدد العيوب فهيا كثيرة وكثيرة...... وهذا كله سبب ردة فعل طبيعية قوية كان يجب حسابها وتوقعها من قبل المسئولين فقانون نيوتن يقول "لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه" والكيب رجل كهربائي يعرف هذا القانون جيداً.
وبرغم ذلك لم يكن الحل الأصوب أو ردة الفعل الأصح هي الاتحادية أو الفدرالية فنحن أصلاً متحدين فكيف يصح اتحاد الموحد........... وكان الأجدر بمن أعلنوا الفدرالية أن يتمعنوا ويدرسوا الفدرالية دراسة سياسية وقانونية واقتصادية واجتماعية أي دراسة علمية وافية دون عواطف وتعصب حتى نصل إلي نتائج علمية تنير لنا طريقنا وتدلنا بالبرهان على ما هو الأصلح لليبيا الحبيبة....... فنحن عانينا ما عانينا على مدى 42 سنة من الارتجال في جميع مجالات الحياة دون دراسة وبدون علم وأنصاع الجميع، الكبير والصغير، المتعلم والأمي لرأي رجل واحد فقط يحلم في الليل ويطبق التجربة في النهار............ لذلك كان يجب على من يريد أن يقرر مصير أمة بأن يجعلها مركزية أو فدرالية أو لا مركزية أو أي نظام يخطر على باله أن يقدم الدراسة العلمية وأن يقدم الحجة والبرهان على أنه ما تم اختياره هو الحق وهو الأصلح وليس نتيجة رد فعل.
نعم لا أريد أن أتحيز وأقول أن بعض مطالب ومبررات والأسباب التي أدت إلي الإعلان من طرف واحد عن إقليم برقة دون قانون يؤسس لذلك، هي مطالب مشروعة لا شك في ذلك ولكن لم تكن الحجة قوية ولا الوقت مناسب لطرح مثل ذلك دون علم أو دراسة.
لذلك أدعوا الليبيين إلي كلمة سواء بيننا... نطلب فيها من جميع علمائنا وخبرائنا الأفاضل المحترمين والنزيهين من جميع التخصصات والمجالات، العمل على أعداد دراسة علمية شاملة (سياسية واقتصادية وقانونية واجتماعية) يدرس فيها ما هو أفضل وأحسن وأمثل نظام يجعل من ليبيا الحبيبة وشعب ليبيا العظيم في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة........ فأن كانت نتيجة الدراسة العلمية، المركزية فلتكن المركزية وأن كانت اللامركزية فلتكن اللامركزية وأن كانت الفدرالية فلتكن الفدرالية وأن كانت الكنفدرالية فلتكن....... والله على ما نقول شهيد........ وليكن المقياس أو المعيار هو أولاً وأخيراً مصلحة ليبيا الغالية وليكن دأبنا وسعينا هو جعل ليبيا هي الأولى والعظمى بحق وحقيقة وليس بالعنترية والأوهام وإنما بالعلم والعلوم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق