بسم الله الرحمن الرحيم
خير الأسماء
جرت العادة عندما ترزق بطفل أو مولود جديد وتبحث له عن أسم ينصحك الناصحون بأنه قال رسول الله صلى الله علية وسلم "خير الأسماء ما عبد وحمد" أي أن تختار للمولود من الأسماء ما يبدأ بعبد مثل عبد الرحمن أو عبد العزيز أو عبد الله أو من الأسماء ما حمد مثل محمد أو أحمد أو محمود، وقد نصحت بنفس النصيحة عندما رزقني الله بالولد، فكثير من أقاربي وأصحابي ذكروني بأن خير الأسماء ما عبد وحمد.
وما أثار هذا الموضوع هو الحيرة التي كان عليها أحد أصدقائي عندما رزق بالولد وأراد تسميته وكانت كل الآراء تشير إلي الأخذ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يختار من الأسماء ما حمد أو عبد، فمن جهة يجب إلا يترك خير أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن جهة أخرى يحب في نفسه أن يسمى أبنه أسم بعيد عن حمد وعبد.
لذلك سيطر هذا الموضوع على عقلي وتفكيري، ووجدت عدة أسئلة تدور في رأسي، ولأنه أمرنا الله أن نتفكر في ديننا ودنيانا، ليس لغرض التشكيك وإنما لغرض التدبر والتأمل والبحث عن الحقيقة، وأن نسأل أهل الذكر أذا كنا لا نعلم، لذلك كان يجب طرح بعض الأسئلة على فقهائنا وعلمائنا الأفاضل، ولكن قبل طرحها يجب البحث عن أصل هذا الحديث، ومن خلال بحثي المتواضع جداً وجدت الأحاديث التالية:-
1) أنبأنا عبد الله بن جراد قال صحبني رجل من مؤتة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه فقال: يا رسول الله! ولد لي مولود فما خير الأسماء؟ قال: إن خير أسمائكم الحارث وهمام، ونعم الاسم عبد الله وعبد الرحمن، وسموا بأسماء الأنبياء ولا تسموا بأسماء الملائكة، قال: وباسمك؟ قال: وباسمي، ولا تكنوا بكنيتي - زاد ابن سهل: في إسناده.
2) زيادة الجامع الصغير، والدرر المنتثرة، الإصدار 2.05 - للإمام السيوطي كتاب "الدّررَ المنتثِرة"، للسيوطي >> - حرف الخاء. (حديث) "خَيْرُ الأَسْمَاءِ مَا حُمِّدَ وَمَا عُبِّدَ" لم أقف عليه. وفي معجم الطبراني من حديث أبي زهير الثقفي: "إِذَا سَمَّيْتُمْ فَعَبِّدوا" وأخرج أيضاً من حديث ابن مسعود مرفوعاً: "أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللّهِ مَا يُعَبَّدُ لَهُ" وسنده ضعيف.
3) معجم الطبراني الكبير، الإصدار 1.05 - للإمام الطبراني مسند من يعرف بالكنى >> أبو سبرة الجعفي حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة عن عمير بن سعيد الحنفي عن سبرة بن أبي سبرة أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما ولدك فقال عبد العزى وسبرة والحارث قال لا تسم عبد العزى وسم عبد الله فإن خير الأسماء عبد الله وعبيد الله والحارث وهمام ودعا لولده فما زالوا في شرف إلى اليوم.
هذه هي الأحاديث التي استطعت أن أتحصل عليها، ولا أدري هل هناك أحاديث أخرى أم لا، تشير إلي نفس المعنى أو الموضوع، ونحن المسلمين دائماً نحتاج إلي من يجيب على الأسئلة المطروحة مهما كانت، ولتكن الإجابة بحجة وبرهان وبصدر منشرح وقلب منفتح دون تشنج أو تعصب، إليكم الأسئلة:-
أولاً: ما إذا كان هذا الحديث صحيح ويجب العمل به كما هو متداول بين الناس.
1- هل جرت العادة أن يدل النبي محمد صلى الله عليه وسلم على خير ولا يكون سباقاً له؟!
2- هل يمكن أن تتناقض أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم مع أفعاله؟!
3- لماذا سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبنائه أبو القاسم وإبراهيم ولم يختار لهم الحارث وهمام أو من الأسماء ما عبد وحمد؟.
4- أسامة أبن زيد بمثابة حفيد رسول الله والحسن والحسين حفيدي رسول الله (صلى الله)، لماذا لم يختار لهم من خير الأسماء ما عبد وما حمد؟
5- لماذا لم يكن من أسماء الرسل والأنبياء عليهم السلام من أدم عليه السلام حتى عيسى عليه السلام من أسمائهم ما عبد وحمد؟
6- قال الله تعالى (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً) (مريم:7)في هذه الآية الكريمة أختار الله عز وجل أسم نبيه يحيى ولم يختار له من الأسماء ما عبد وحمد لماذا؟
7- هل الأصل هو التقيد بأفعال الرسول الكريم (صلى الله) قبل أقواله أم التقيد بأقواله؟
ثانيا: إذا كان هذا الحديث غير صحيح ولا يجب العمل به، لماذا لا ينصح علمائنا الأفاضل الناس ويفهموهم بأن هذا الحديث ضعيف ولا يجب الاستشهاد به، بل على العكس تماماً ما لاحظته من الفقهاء والخطباء الأفاضل في ليبيا هو استشهادهم بالحديث عندما يطرح موضوع الأسماء والكنية.... فلماذا هذا الإصرار؟!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق