إنما الدين معاملة
من أقوال الإمام الغزالي
رحمه الله:-
لمس هذا القول قلبي فعلقت
قائلاً:-
قال صديقي:-
هل تعتقد إن هذا الكلام ينطبق علي من يسمون أنفسهم
بالإسلاميين أم هو كلام عام ومن هم المتدينون حسب رأيك هل المقياس هو اللحية
والسروال القصير؟!
فأجبته:-
لا.... المعيار أو المقياس أولاً وأخيراً
المعاملة أي الأخلاق لأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلي أجسامنا وأشكالنا وإنما
ينظر إلي ما في قلوبنا.... أما الكلام فهو كلام مرسل عام ينطبق على الجميع... وعلى
العموم كلما زاد علمك زادت مسئوليتك وترتب عليها زيادة في محاسبتك ... فعندما تقول
بعلم أو بغير علم بأن شيء ما حرام ويتبين
بعد زمن أو يوم القيامة بأنه حلال ما هو مصيرك كعالم بالذات.... وعندما يعلم
العالم بأنه الحق ويكتمه مثل ما فعل علماء اليهود من قبل وما يفعله علماء سوريا
الآن وبعض علماء العرب والمسلمين سابقاً ولاحقاً فما نتيجة ذلك دنيا وآخرة (وبالذات
علماء السلطان)... وعلى العموم هذا الحديث يطول ولكن من يتدبر القرآن ويقرأ آياته
بإمعان يتضح له وضوح الشمس أن الاختلاف حدث بعد ما جاءهم العلم.... فالحياد عن
الحق وكتمه، والتفسير الركيك للآيات بعلم أو بغير علم هو ما أبعد الناس عن الإيمان
وزاد من نشر الكفر كما قال الغزالي رحمه الله.
قال صديقي:-
إذا كانوا متدينين كيف
يحملون سوء الخلق في طباعهم وكلامهم؟؟؟ هل تعتقد إن كلام الشيخ الغزالي مناقض نفسه؟؟
أو إن الحقيقة أن المتدينين هم من أصحاب سوء الخلق؟؟؟
وتدخل صديق أخر فقال:-
كلام سليم لما يشمل في معناه المسيئون لأخلاق
الإسلام .. و التخلق بتصرفات العنف و القسوة باسم الإسلام..
فقلت:-
بالله عليك يا صديقي كيف تحكم على المتدين وكيف
تميز هذا متدين وهذا لا.... هل تحكم عليه من شكله..... أن كنت تحكم عليه من شكله
فهذه مصيبة كبرى.... أما أن كنت تحكم عليه
بما في قلبه.... فأنه لا يعلم ما في القلوب
إلا هو الواحد الأحد ..... لذلك وفي هذه الحالة لا يبقى إلا أن تحكم عليه حسب
معاملته (أخلاقه).... وهذا الظاهر لي ولك.
قال صديقي:-
في كثير من الأحيان يكون حتى غير المسلمين ذوي
خلق حسن اعتقد أن هذا المعيار غير دقيق.
وهنا سكت الكلام ولم أجد بد من عدم الرد على
جدال لا يفضي إلي شيء لأنني وإياهم نناقش الموضوع عن غير علم لأسباب التالية:-
1-
لم تكون الصورة واضحة
لأنني افترضت أن العلماء هم أكثر الناس تديناً وهذا يشمل جميع الديانات على
الإطلاق... فعلماء المسيحية واليهودية من رهبان وقساوسة وحاخامات أكثر الناس
تديناً وكذلك شيوخ وفقهاء الإسلام هم أكثر الناس تديناً... أي على افتراض؛
"كلما ازداد المرء علماً كلما ازداد تديناً" حيث قال الله (إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28).
2-
احتكار فهم مصطلح متدين
على المسلم فقط، وهذا خطاء لأن جميع الديانات بما فيها الديانات الوثنية يوجد بها
متدينين.
3-
الاعتداد بالنفس إلي
درجة الغرور فنحن فقط نملك الحقيقة كاملة لذلك لا يجب النقاش فيها أو التحدث عنها
لدرجة أننا لا نجهد أنفسنا للبحث عن الحجة التي تدعم وتثبت هذه الحقيقة ولدرجة أن
الأخلاق ليست معيار مادمت موجودة عند المسلم، وموجودة أيضاً عند المسيحي واليهودي
والوثني.
وأخيراً لنطرح الأسئلة التالية
والتي أعتقد بأنها مهمة:-
أ-
هل
كان الله سبحانه وتعالى يصف ويميز أنبيائه عن غيرهم من البشر، بالتدين أم
بالأخلاق؟
ب-
لماذا
مدح الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد صل الله عليه وسلم "وَإِنَّكَ لَعَلَى
خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم:4) وميزه بالأمانة والصدق ووضع فيه هاتين الصفتين
الأساسيتين قبل أن يبعث بالرسالة وهي صفات أخلاقية وليس دينية؟
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
ملاحظة: التعليقات فقط منقولة من الفيس بوك.
محمد بن علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق