بسم الله الرحمن الرحيم
للغلاب يا شباب ........ أنما الدنيا كفاحاً للوطن
إن العنصر البشري هو الترس الأساسي الذي أهملته الدول المتخلفة أو المستبدة وتركته دون ""تشحيم أو تزيت"" أن صح التعبير... وهو الرأسمال الحقيقي الذي لا ينضب لأي دولة أو مؤسسة سواء أكانت تمارس نشاطها محلياً أو دولياً وهو مصدر التغيير والتطوير والتحسين والإبداع والاختراع والتنمية والتقدم والازدهار... وهو القادر على استغلال مختلف العناصر الأخرى الاستغلال الأمثل بفاعلية وكفاءة.... ودفعها وتطويرها دائما إلى الأحسن ( أو هكذا ينبغي أن يكون الحال ).
لذلك رأيت في هذا المقال القصير أن أقدم بعض التعريفات لبعض المصطلحات والتي أعتبرها من وجهة نظري مهمة في هذه المرحلة... مرحلة التغيير أو مرحلة الربيع العربي والذي نسعى فيه إلي بناء الأفضل، فمثلاً يعتبر موضوع التغيير والتطوير من المواضيع الأولى والمهمة في عالم اليوم .. عالم لا تهدأ حركته أو تتوقف .. عالم سريع الإيقاع والتجدد .. العالم الذي أصبح قرية بفضل تقنية الاتصالات السهلة والسريعة، من خلال الأقمار الصناعية والشبكات الفضائية والانترنت، هذا العالم يعيش عصر سمي بعصر ما بعد الصناعة، "عصر المعلومات والمعرفة" .. عالم متغير ومتطور بشكل سريع وشامل ومتكامل في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وإليكم فيما يلي بعض التعريفات التي أعتقد بأنها مهمة لجميع الناس ويجب فهمها.
1. التغيير
وهو ذلك التخطيط المقصود الذي يتم فيه الانتقال من حالة غير مرغوبة إلي حالة أخرى مرغوبة يمكن التنبؤ بها، يجب أن تكون أكثر إيجابية وقبولاًلدى المعنيين به ويشملهم هذا التغيير.
قال الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد: من الآية11)" وقال علي أبن أبي طالب رضي الله عنه"أني أرى وقوف الماء يفسده" فالتغيير في أبسط صوره يمكن تشبيهه بالماء المتحرك الجاري وهو على عكس الماء الساكن الآسن الذي يشكل البرك ولا يصلح لشيء، فالماء الجاري والمتجدد مثل مياه الأنهار ينشر الخضرة والنماء والحضارات على ضفافه، وكذلك التغيير .. حركة وتجدد، ويمكن تشبيه التغيير بحجر البناء (اللبنة) الذي يتكون من مجموعها الجدار (الحائط)، فلبنة + لبنة + لبنة +.......إلخ = جدار وكذلك تغيير + تغيير + تغيير +.....إلخ = تطوير، إلا أنه هناك فرق ما بين التغيير والتغير.
2. التغير
ظاهرة تلقائية وطبيعية مستمرة تنجم تحت تأثير التغيرات المناخية والبيئية دون تخطيط مسبق، خارج إرادة المتأثر به ولا يمكن التنبؤ أو التحكم به، مثال ذلك البراكين والزلازل والعواصف والطوفان وتعاقب دورات الجفاف..... إلخ.
ولو حاولنا تفسير الآيتين الكريمتين من خلال مفهوم التغيير ومفهوم التغير لكان مفهوم الآيتين التاليتين واضح لا لبس فيه: إذ قال الله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (لأنفال:53) وقال في الآية 11 من سورة الرعد "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ".
3. التطوير
هو مجموع التغييرات التي تحدث بقصد وتخطيط مسبق على المدى الطويل لزيادة الفاعلية والكفاءة والقدرة على التكيف والتهيؤ للتعامل مع التغيرات في البيئة المحيطة.
والتطوير يحتاج إلي تشخيص علمي دقيق لوضع الأهداف والاستراتيجيات لتطويرها وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية لتحقيق ذلك الهدف، والتطوير على عكس التطور وهو ما يمر به الإنسان والمجتمع من مراحل انتقالية حتمية مع مرور الزمن دون قصد أو تخطيط لذلك فأن التطوير = تغيير+ تغيير+ تغيير+.....إلخ، والتطوير+ تطوير+ تطوير +.....إلخ يقودنا إلي تنمية.
4. التنمية
هي عملية الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية لتطوير كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية في المجتمع بتكامل الجهود الرسمية والغير رسمية.
وتعرفها هيئة الأمم للتنمية: بأنها العمليات التي يمكن بها توحيد جهد المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات المحلية ومساعدتها على الاندماج في حياة الأمة والمساهمة في تقدمها بأقصى قدر مستطاع.
وتعرف في الدول النامية: بأنها عملية تطوير في الاقتصاد القومي يترتب عليه تزايد متوسط دخل الفرد الحقيقي بحيث يستمر هذا التزايد فترة طويلة من الزمن وينتفع به الغالبية العظمى من الأفراد.
وأعرفها بشكل بسيط بأنها النمو الشامل على كل المستويات وفي كل المجالات ... فهيا النمو في دخل الفرد والنمو في الدخل القومي والنمو في الاقتصاد والمجتمع والسياسية والثقافة والبيئة.
من ذلك كله نستخلص بأنه حتى نصل للتقدم والحضارة والازدهار يجب أن نحقق المعادلة التالية على الترتيب:-
1- تغيير + تغيير + تغيير + .....إلخ = تطوير.
2- تطوير + تطوير + تطوير + ..... إلخ = تنمية
3- تنمية + تنمية + تنمية + ...... إلخ = النضوج ... الازدهار ... التقدم ... الحضارة.
إذاً حتى نتقدم ونتحضر يجب أن نبدأ البناء من أصغر لبنة أو خلية ألا وهي التغيير في كل المجالات وعلى كل المستويات.
5. الفاعلية
هي القدرة على تحقيق الأهداف مهما كانت الإمكانات المستخدمة في ذلك واعتماد هذه القدرة و المعايير المستخدمة في قياسها على النموذج المستخدم في الدراسة وهي أيضاً القدرة على البقاء و التكيف و النمو بغض النظر عن العلاقة بين الأهداف المحققة إلي الأهداف المحددة.
والسؤال: ما هو الهدف الذي نسعى إليه في ليبيا؟..... والجواب: ليكن هدفنا التقدم والازدهار.
6. الكفاءة
هي تحقيق الأهداف المحددة والمرغوبة بأقل تكاليف ممكنة، بمعنى القدرة على أداء الأشياء بطريقة صحيحة ذات جودة عالية، فالكفاءة هي تحقيق مخرجات (النتائج) تفوق قيمتها المدخلات المستخدمة (الموارد أو إمكانيات)، أي أنها الرشد في استخدام الموارد المتاحة بالشكل الذي يحقق أعلى مردود، بواسطة مجموع المعارف العملية التي تضمن تميزاً في الأداء عن طريق إشباع حاجات و رغبات الأفراد ورفع الروح المعنوية لديهم لتعزيز رغبتهم و اندفاعهم إلى العمل، فالكفاءة مزيجاً متطوراً من التجارب والقيم والمعلومات والخبرات التي بدورها تشكل إطاراً لتقييم وإدماج تجارب ومعلومات جديدة، لذلك كانت الدراية هي القاعدة والمرجعية لتشكيل المعرفة، وهي تدخل كعنصر جوهري في الكفاءة.
تحقيق الأهداف مع عدم وجود إسراف في الموارد
|
عدم تحقيق الأهداف مع عدم وجود إسراف في الموارد
|
كفؤ
|
تحقيق الأهداف مع وجود إسراف في الموارد
|
عدم تحقيق الأهداف مع وجود إسراف في الموارد
|
غير كفؤ
|
فعال
|
غير فعال
|
وأخيراً: نحتاج إلي عاملين لديهم الرغبة والكفاءة لتحقيق الهدف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق