أولي الأمر والثورات العربية:
عندما انفجرت ثورة الشعوب الحقيقية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ولم تكون ثورة أشخاص من الجيش أو ما يشابه خرج علينا كثير من الناس من علماء وأنصاف علماء وغير علماء يطلبون طاعة ولي الأمر، فقلنا لهم... يمكن تبرير أي شيء وكل شيء ولكن تصل إلي حد القتل بغير وجه حق فهو ليس ولي أمر، قالوا لا... لا يمكن الخروج عن الحاكم وأن كان ظالم، فقلنا لماذا جاء الإسلام أذن، ولماذا بعث الله الرسول بالدين... أليس لرفع الظلم عن الناس، قالوا لا...
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النساء:59)
هذه هي الآية التي يحتج بها العلماء وغيرهم في طاعة ولي الأمر ... وبالتمعن في هذه الآية اتضحت لي عدة أسئلة لم تنفك عني وهي تدور في رأسي، ولذلك رأيت أن أشرككم معي في التفكير والتمعن في هذه الآية ولعل نجد من يفيدنا بالإجابة بشكل فقهي وعلمي عن هذه الأسئلة، مقدم الحجة والبرهان عليها, ولابد أن الفقهاء الكرام قد بحثوا في مثل هذه الأسئلة وأجابوا عنها في عدة مباحث فيما سبق، علماً بأنني لا أفقه إلا القليل واليسير في الدين واللغة العربية، وحتى لا أطيل عليكم إليكم السؤال الأول:-
1. قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ....إلخ الآية) لاحظ معي أنه عز وجل وضع فعل أطيعوا قبل أسمه جل جلاله وقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولم يكرر فعل أطيعوا قبل أولي الأمر، ولو تمعنا في الآية حسب السياق فأنني أجده حسب فهمي هو (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم) أو كان (أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم)، هذا أن كانت طاعة ولي الأمر طاعة مطلقة كطاعة الله ورسوله، والسؤال هنا لماذا يتكرر فعل أطيعوا فيقول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وعند أولي الأمر يحذف فعل أطيعوا ويتم عطف أولي الأمر على الرسول؟. فهل هذا ما تستوجبه اللغة العربية أم هناك تفسير أخر؟.
2. قال الله تعالى (وأولي الأمر منكم) ولم يقول "وولي الأمر منكم" أي أن ولي الأمر جاءت بصيغة الجمع (أولي الأمر) فهل هناك أكثر من ولي أمر واحد في حياتي أنا كإنسان؟. فهذه الآية موجهة لي أنا كمؤمن ... فكم ولي أمر عندي؟. وأن كان أولي الأمر منكم تعني الحاكم فلماذا تأتي في سياق الآية بصيغة الجمع فهو حاكم واحد معروف وليس حكام عدة؟ أم ياترى المقصود بالطاعة لجميع الحكام السابقون واللاحقون، أي يجب طاعة الخلفاء الراشدين ومعاوية ويزيد وهارون والمنصور.....إلخ حتى نصل إلي حكامنا اليوم، ونحن كلنا نعلم بأن الله سبحانه وتعالى جل جلاله عما يصفون كان يستطيع أن يقول "ولي الأمر منكم" وتكون الآية "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وولي الأمر منكم" ويتضح هنا بأنه المقصود هو الحاكم أو القائد دون تفسير أو مواربة أم أن المقصود غير ذلك؟!!. أؤمن إيمان مطلق وعندي عقيدة بأن القرآن هدى ورحمة وليس غير ذلك.
3. لماذا قال الله تعالى منكم ولم يقول فيكم أي "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر فيكم" وإنما جاءت منكم؟. فهل تختلف في اللغة منكم عن فيكم أم هي نفس الشيء ولا وجود للاختلاف في اللغة ما بين منكم وفيكم؟. وأن كان هناك فرق فما هو الفرق ما بين أن نقول أولي الأمر منكم أو أن نقول أولي الأمر فيكم؟.
4. لو كانت طاعة أولي الأمر مطلقة كما تزعمون كطاعة الله ورسولة لماذا قال الله تعالى في نفس الآية (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). وهنا يجب أن نتسائل؟
4. لو كانت طاعة أولي الأمر مطلقة كما تزعمون كطاعة الله ورسولة لماذا قال الله تعالى في نفس الآية (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). وهنا يجب أن نتسائل؟
أ- ما هو التنازع هنا وكيف يكون؟
ب- لماذا ذكر التنازع في الآية أصلاً ما دامت الطاعة مطلقة كطاعة الله ورسوله؟
ج- ما بين من و من سيكون التنازع؟
د- ما معنى نرده لله ورسوله وكيف؟
هـ- كيف سيكون ذلك خير على المؤمنين وأحسن تأويلا؟
ب- لماذا ذكر التنازع في الآية أصلاً ما دامت الطاعة مطلقة كطاعة الله ورسوله؟
ج- ما بين من و من سيكون التنازع؟
د- ما معنى نرده لله ورسوله وكيف؟
هـ- كيف سيكون ذلك خير على المؤمنين وأحسن تأويلا؟
5. لماذا لم تتكرر أولي الأمر منكم في الآيات الأخر من سور القرآن الكريم وإنما تكررت طاعة الله والرسول فقط؟. وإليكم الآيات على التوالي.
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (لأنفال:20)
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33)
وأخيراً وبعد أن كثر اللغط في حق هذه الآية الكريمة من سورة النساء أيام الثورات العربية (الربيع العربي) أقول الحمد الله الذي أنزل القرآن هدى ورحمة لعبادة، وما قصدته هنا بأختصارهو التدارس والتمعن في آيات الله سبحانه وتعالى وأنا كمسلم من حقي أن أسئل العلماء وأهل العلم كي يبينوا ويوضحوا لنا تفسيرهم وإجابتهم عن هذه الأسئلة والتي أضنها مشروعة جازاهم الله عنا كل خير ورحمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي الغناي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق