الخميس، 30 أغسطس 2012


الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية
أقدم هذه المقالة لتوضيح تقييمي للبنية التحتية الحالية للحكومة الإلكترونية والمقترحات التي يمكن أن تساهم ولو بجزء بسيط جداً في بناء الحكومة الإلكترونية.
البنية التحتية للمعلوماتية والموجودة حالياً لا تخدم ليبيا بأي شكل من الأشكال ولا يمكن البناء عليها كقاعدة بيانات قوية تكون أساس للحكومة الإلكترونية المرجوة. فمثلا لا يوجد لدينا أرشفة صحيحة وموثقة كمرجعية للبيانات سابقة يبنى عليها للحصول على معلومات لاحقة. كما لا يوجد بنية تحتية قوية للاتصالات السلكية واللاسلكية يمكن الاعتماد عليها لربط ليبيا من شمالها إلي جنوبها ومن شرقها إلي غربها وربط ليبيا بالعالم الخارجي مع قلة توفر الكوادر المهنية المؤهلة والمدربة في هذا المجال وقلة توفر الموارد المادية الداعمة له كميزانيات وعدم  وجود إدارة موحدة ومتكاملة للمعلومات والتوثيق على مستوى ليبيا تخدم الأهداف الإستراتيجية الليبية عامة والأمن القومي الليبي خاصة.
لذلك أقترح تأسيس حكومة إلكترونية والبدء من نقطة الصفر كالتالي:-       
1.   توضيح الهدف من الحكومة الإلكترونية وأعداد الدراسات والبحوث ووضع الخطط والاستراتيجيات ومن ثم توزيع المهام وبناء الهيكل التنظيمي بجميع مكوناته الإدارية والمالية والوظيفية.
2.   توحيد كافة إدارات ومكاتب المعلوماتية في ليبيا وبناء هيكلية إدارية قوية ورصد الميزانيات اللازمة لها حتى يضمن توافقها وتكاملها وانسجامها للرفع من معدلات الأداء.
3.   العمل على مراجعة ودراسة النظم والتشريعات القانونية التي قد تعرقل عمل الحكومة الإلكترونية من بينها:-
ü    الشفافية وحرية تبادل البيانات والمعلومات.
ü    تشجيع الاستثمارات الداخلية المتمثل في رجال الأعمال الليبيين للاستثمار في مجال الاتصالات والميكنة الإلكترونية.
ü    تشجيع الاستثمارات الخارجية للاستثمار في هذا المجال داخل الوطن الحبيب ليبيا.
ü    الاستثمار الداخلي والخارجي في هذا المجال يضمن المنافسة الشريفة والجودة العالية.
ü    تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية.
ü    تفعيل وسن القوانين والتشريعات الخاصة بالجرائم الإلكترونية.
4.   البعد التكنولوجي وقدرات تكنولوجيا المعلومات والتي تعرف على أنها البرمجيات والأجهزة المعنوية والمادية والاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارة قواعد البيانات وتكنولوجيا تشغيل المعلومات الأخرى المستعملة في نظم المعلومات المحدودة بالحواسيب وتعود أهمية تكنولوجيا المعلومات ودورها في الإدارة والتنمية الإدارية وإعادة الهندسة (الهندرة) إلي ما يلي:-
ü    تزايد قوة المعرفة والمعلومات في المجتمعات بمختلف نشاطاتها الإنتاجية والخدمية الحديثة وتزايد قوة وسلطات العاملين والمديرين في هذه المؤسسات والمنظمات وجميع القطاعات.
ü    الاعتماد على الإنترنت وجميع المصادر الأخرى المتعددة للمعلومات.
ü    تنمية وتطوير شبكات الاتصالات والمعالجات الدقيقة المبنية على أجهزة الحاسوب وشبكات الاتصالات المتقدمة.
ü    تزايد التغيرات التي طرأت على طلب المعلومات وعلى الطرائق والأساليب الفنية اللازمة لتشغيلها وعلاجها والتي أدت إلي تغيير مفهوم ودور المعلومات وزادت من أهميتها في ميدان التنمية الإدارية.
5.   العنصر البشري المؤهل والمتمثل في العملاء والموظفون هم الهدف الأكثر استفادة من المعلومات، ومن أجل أن تنضج وتتطور الإدارة والتنمية الإدارية والهندرة يجب أن نركز على إدارة الموارد البشرية فهي الطريقة المثلى المستخدمة لدى المؤسسات والمنظمات العالمية لاختيار وتأهيل وتدريب الموظفين لتحقيق النسبة الكاملة للقوى العاملة القادرة على خدمة وإثراء أهداف المؤسسات والمنظمات وتحسين أداءها.
6.   جمع وحصر وتصنيف وتبويب الأرشيف الورقي القديم على مستوى كافة المؤسسات والمنظمات الليبية لتخزينه في أقراص صلبة كقاعدة بيانات يبنى عليها.
7.   بناء الشبكات السلكية واللاسلكية وربط كامل التراب الليبي وربطه مع دول العالم الخارجي وصولاً إلي تكنولوجيا الأقمار الصناعية.
في الختام أتمنى أن أكون قد قدمت بما يساهم ولو بجزء بسيط جداً في خدمة ليبيا الغالية الحبيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 محمد بن علي

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012



تحذير هام ... بلاغ عام
نحن كعائلة ليبية بسيطة نعرض مخاوفنا المستقبلية في هذا البلاغ أو التحذير لنطرح فيه أمام المسئولين الكرام ما قد يحدث ولنرى ما هم فاعلون.
ومن قراءة بسيطة ومتأنية للأحداث ومن واقع خوفي علي حبي ليبيا الغالية.
أقول هل هناك من يعتقد أن الحكاية سوف تنتهي بنبش القبور أم أنها مجرد البداية؟!
أن الاستماع إلي الفتاوى العابرة للقارات, يتأكد بما لا يجعل مجال للشك أنها مجرد البداية لمسلسل أفغاني يمتد إلي كل تفاصيل حياتنا.
هل تتذكرون أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر؟!
ولنتفق من البداية أن الفتح الإسلامي مر من هنا مند مئات السنين وراء الفاتحون عند مرورهم لبدة وشحات وصبراتة وسبتيموس سيفيروس وكل تماثيل وأصنام وأوثان العهد الروماني والعهود التي سبقتهم وكأني أري صاحبت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقفون علي أسوار طرابلس لتحريرها من الظلم وكان من باب أولي أن يزيلوها ولا تصل لنا لنراها اليوم وعندها لا أحد يلومهم لان أهل البلد حدثي عهد بالإسلام  علي غرار من يقول (حدثي عهد بالديمقراطية).
فتحت مصر في أيام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما أدراك ما عمر بن الخطاب لماذا لم يسوى الأهرامات بالأرض وهي قبور ملوك الفراعنة وما جاورها من تماثيل؟ ولماذا لم تتغير طريقة دفن المصريين لموتاهم حتى الآن؟ وقصت نهر النيل والعذراء والكتاب الذي ألقاه عمر في النيل.    
خصوصية الهوية الليبية كانت من أهم العوامل التي ساهمت في قلب موازين لصالح الأمة الليبية لان كل من دفع بكل ثقله في الثورة الليبية ليجير نتائجها لصالحه,, ولعدم فهمهم خصوصية الآمة الليبية جعل الكفة دائما تكون لصالح شعبي  وهذا ما يدفعني لان اشتط غضب عندما تتداخل المصالح  فتكون خلطة ما بين أزلام النظام الذين ليتمنون شئ أكثر من بث مسلسل أفغاني بنكهة عراقية وإخراج سلفي (حاشه أسلافنا منهم) في حبكة درامية ركيكة فتارة البطل علماني ونسوا أن خصوصية الهوية الليبية توصلنا أن أقوى علماني لبرالي ليبي زوجته و بناته  محجبات ويصلي ويصوم وأقلهن يحفظ جزء عم ... ولزيادة الإثارة عزفوا في خلفية الفيلم سيمفونية تنوع مكونات الأمة الليبية من عرب وأمازيغ الساحل والجبل والصحراء وتهميش وفدرالية لكن النغمة  شاذة  ولم يجدوا جمهور ... مما دفع بهم عندما وصلت الحبكة الدرامية لانتخابات أشاد بها الجميع وسلطة تشريعية منتخبة تحاول أن تضع علي أول سلم الديمقراطية حكومة منتخبة وتارة أخرى لعبوا علي أوتار الدين  في بلد المليون حافظ  فكانت بنكهة عراقية و توابل أفغانية  بتفجيرات زادت في الحبكة الدرامية للمسلسل في يوم فرحة العيد و بيد نسائية!!!  نعم نسائية وكأن لسان حالهم يقول هذه المرأة التي تحترمون هذا ما يحدث عندما تخرج المرأة  من البيت؟؟؟؟؟
اللافت للانتباه أن من يستفيد من مساحة الحرية التي رويت بدماء أبنائنا كانوا وإلي أخر لحظة يرددون أقوال مشايخهم بأن ألزموا بيوتكم طاعة لولي الأمر فماذا تغير حتى يبادروا بان يخرجوا علي طاعة ولى الأمر في هذا الوقت (المؤتمر الوطني المنتخب).
ولنقلب الصورة وعلى افتراض أحد مشايخنا وعلمائنا الأجلاء أفتى بكفر أحد ملوكهم والخروج عن طاعته ماذا ستكون يا ترى ردة فعل الدولة المقصودة.
وهل الذي أفتى بجواز نبش القبور من خارج ليبيا هو أعلم من الأمام الشافعي الذي غير فتواه عندما أقام في مصر؟! لذلك كان الأجدر به أن يقيم في ليبيا أولاً قبل إصدار فتواه.
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد,,,, عبارات قيلت عند هدم الأضرحة والعديد من الشعارات التي لا يمكن القول عنها إلا كلمة حق أريد بها باطل.
واللافت للانتباه توقيت هذه الفتاوى العابرة للقارات التي تجعلنا نلتفت وراءنا في كل خطوة والتي يخطط لها بصورة منهجية على النحو التالي:-
الخطوة الأولى: ضرب أقوى تيار قد يكون عائق في المستقبل وهو التيار الصوفي ومعتقده  بهدم الأضرحة ونبش القبور مع العلم بأن الحركات الصوفية هي أكثر الحركات التي قاومت الاستعمار ومنها الحركة السنوسية.
الخطوة الثانية: هدم الآثار والتاريخ الإنساني الليبي في لبدة وشحات وصبراتة ونافورة الغزالة ونافورة الأسود والسفينة والفارس في ميدان الشهداء وكل ما يمكن الوصول إليه من نصب تذكارية فهي تماثيل وأوتان.
الخطوة الثالثة: محاربة المرأة باعتبارها عورة.
الخطوة الرابعة: محاربة الديمقراطية باعتبارها حرام من عمل الشيطان لإقامة دولة الخلافة بالتوريث وليس بالبيعة والكل يعلم مصدر الفتوى التي حرمت عليهم دخول الانتخابات.
الخطوة الخامسة: محاربة الفنون الجميلة مثل الصور والتصوير والرسم والموسيقى والغناء.
هذه الخطوات المتوقعة وما خفيى كان أعظم لذلك نحذركم من الاستهانة بما يحدث ونحن مازلنا في أول خطوة من المخطط لأننا لا نستبعد هدم قبة البرلمان فوق رؤوسنا ... في غفلة منا ... وعلى حين غرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي.
أميمه البصير.

الخميس، 23 أغسطس 2012

الدستور (الميثاق)


بسم الله الرحمن الرحيم
الدستور (الميثاق)
بعد أربع عقود من الضلالة والجهل والتيه، وبعد عدة أشهر من الكفاح والدم والشهداء، وبعد الانتصارات الباهرة لشعبنا الحبيب، وبعد تمجيد الشهداء والترحم على الأحياء وطلب الشفاء العاجل للجرحى وتمنياتنا بالعودة للمفقودين، حق لنا الآن أن نفكر بمستقبل باهرة في دولة تضمنا بالحب والازدهار.
دولة نعرف فيها واجباتنا وحقوقنا في ضل دستور وقانون وإجراءات واضحة لا لبس فيها، لذلك أود أن أقدم بعض ما أعرفه عن الدستور باختصار.
الدستور : هو الميثاق أو العقد أو العهد لتنظم وتوضيح العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم، وبيان الحقوق والوجبات لكل منها دون لبس، وهي مصاغة في مواد واضحة لا تحتاج إلي تأويل.
من ذلك لا يمكن القول بأن الدستور هو القانون أو أبو القوانين، ولكن يمكن أن نضرب مثال نقرب به الصور للقارئ الكريم كما يلي:-
1)     عندما يعتزم الشاب في تكوين مؤسسة أو شركة أي بمعنى أسرة، لن تتكون هذه المؤسسة الجديد (الدولة) إلا بعقد الزواج أو عقد قرآن، وهو ما قال عنه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً)(النساء:21)" هذا الميثاق مقسم إلي مواد تبين الحقوق والواجبات، وتوضح وتنظم العلاقة ما بين الزوج والزوجة، لذلك لا يمكن أن نطلق على عقد الزواج قانون، وإنما هو عقد زواج ينظمه تشريع ديني أو قانون وضعي.
2)     عندما تجتمع مجموعة من رؤوس الأموال لبناء أو تأسيس شركة (منظمة)، يقومون بأول خطوة لهم بعد الاتفاق المبدئي بإبرام عقد تأسيس، يضمن ويبين الحقوق والواجبات ويوضح وينظم العلاقات، وكل ذلك  مدون ومصاغ في مواد، مثل رأس مال الشركة... وهدف وتخصص الشركة... ومفوض الشركة... ومقدار ما يملك كل مالك أو مساهم من أسهم ....إلخ بذلك تؤسس الشركة ويصبح لها عقد يرجع إليه فالعقد شريعة المتعاقدين.
لذاك كانت المواد مختصرة في الدساتير، ويتم تفصيلها وتنظيمها بقوانين بما يتفق مع المواد ولا يعطلها أو يخالفها فالدساتير بصفة عامة أو في أغلبها تنص على حرية الرأي والتعبير، وحرية تبادل المعلومات بجمل مختصرة ومقتضبة تكون هي المبدأ والميثاق والعهد بين الحاكم والمحكوم، هذا المبدأ مثلاً (حرية الرأي والتعبير) يتم تفصيلها وتنظميها بقوانين لا تخالف أو تقيد المبدأ، فمثلاً يصدر قانون، "بناءً على الحق الدستوري للمواطن في حرية الرأي والتعبير، يعرض نفسه للمسائلة القانونية كل من يخرج عن الآداب والأخلاق العامة"، وهذا مثال لتوضيح فقط 
والآن ربما فهمنا لماذا كان الطاغية لا يرضى بالدستور ويحاربه، لأنه ميثاق وعهد بينه وبين الشعب، مما يجعل منه ملزم ومقيد ومحكوم كموظف يعمل عند الشعب الحاكم السيد، لكن الطاغية ظن بأنه يملك ليبيا وما عليها، فلو تصورنا بأن لدينا دستور به مادة تمنع أقارب الرئيس حتى الدرجة الرابعة مثلاً، وأقارب المسئولين في المناصب العليا الرفيعة حتى الدرجة الثالثة مثلاً، من تقلد مناصب أو وظائف في الدولة، فما كان يستطيع الطاغية القذافي والخويلدي وعبد الله السنوسي وغيرهم من تنصيب أبنائهم وأقاربهم كرؤساء وأمراء كتائب، وما كان للسنوسي من أن يمسك منصب أيضاً، ولكان قد صرف لهم رواتب مناسبة وهم في بيوتهم.
وهنا نلاحظ في ثورة ليبيا واليمن وسوريا بأن الجيش أو الكتائب انحازت للرئيس، فقتلت الشعب لأن أبنائهم وإخوانهم وأقاربهم أمراء وقادة في الجيش، على عكس ما حدث في تونس ومصر فأبناء مبارك أو الزين، لم يكونوا بالجيش.
هذا مثال على مادة واحدة من مواد الدستور، وما لها من فائدة في تحديد وتنظيم صلاحيات الرئيس، فما بالك بباقي مواد الدستور وقد وضعت بعناية فائقة من قبل خبراء دستوريين، لتنظيم وتوضيح الحقوق والواجبات.
ولكن مما يكتسب الدستور مشروعيته، ونحن نعلم بأن الميثاق يحتاج إلي موافقة طرفين أو أكثر ليصبح شرعي، وكذلك الدستور يصبح شرعي بعد استفتاء الشعب عليه كطرف أول وثاني وبموافقة الشعب، يصبح شرعي ويعمل به، وعندما يتقدم أحد أفراد الشعب ليرشح نفسه كرئيس لخدمة الشعب على مبدأ "سيد القوم خادمهم"، يصبح طرف ثاني كحاكم، والشعب طرف أول كمحكوم.
لذلك نطلب من الذين تعهد إليهم مهمة أعداد وصياغة الدستور، وهي لا شك مهمة صعبة وخطيرة، أن يكونوا حكماء وأصحاب بال طويل، وبأن يدرسوا دساتير الديمقراطيات الناجحة، للاسترشاد بها.. والتعلم منها.. وأخذ ما يتلاءم معنا ولا يتعارض مع شرعنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي 

للغلاب يا شباب ........ أنما الدنيا كفاحاً للوطن


بسم الله الرحمن الرحيم
للغلاب يا شباب ........ أنما الدنيا كفاحاً للوطن
إن العنصر البشري هو الترس الأساسي الذي أهملته الدول المتخلفة أو المستبدة وتركته دون ""تشحيم أو تزيت"" أن صح التعبير... وهو الرأسمال الحقيقي الذي لا ينضب لأي دولة أو مؤسسة سواء أكانت تمارس نشاطها محلياً أو دولياً وهو مصدر التغيير والتطوير والتحسين والإبداع والاختراع والتنمية والتقدم والازدهار... وهو القادر على استغلال مختلف العناصر الأخرى الاستغلال الأمثل بفاعلية وكفاءة.... ودفعها وتطويرها دائما إلى الأحسن ( أو هكذا ينبغي أن يكون الحال ).
لذلك رأيت في هذا المقال القصير أن أقدم بعض التعريفات لبعض المصطلحات والتي أعتبرها من وجهة نظري مهمة في هذه المرحلة... مرحلة التغيير أو مرحلة الربيع العربي والذي نسعى فيه إلي بناء الأفضل، فمثلاً يعتبر موضوع التغيير والتطوير من المواضيع الأولى والمهمة في عالم اليوم .. عالم لا تهدأ حركته أو تتوقف .. عالم سريع الإيقاع والتجدد .. العالم الذي أصبح قرية بفضل تقنية الاتصالات السهلة والسريعة، من خلال الأقمار الصناعية والشبكات الفضائية والانترنت، هذا العالم يعيش عصر سمي بعصر ما بعد الصناعة، "عصر المعلومات والمعرفة" .. عالم متغير ومتطور بشكل سريع وشامل ومتكامل في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وإليكم فيما يلي بعض التعريفات التي أعتقد بأنها مهمة لجميع الناس ويجب فهمها.
1. التغيير
وهو ذلك التخطيط المقصود الذي يتم فيه الانتقال من حالة غير مرغوبة إلي حالة أخرى مرغوبة يمكن التنبؤ بها، يجب أن تكون أكثر إيجابية وقبولاًلدى المعنيين به ويشملهم هذا التغيير.
قال الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد: من الآية11)" وقال علي أبن أبي طالب رضي الله عنه"أني أرى وقوف الماء يفسده"  فالتغيير في أبسط صوره يمكن تشبيهه بالماء المتحرك الجاري وهو على عكس الماء الساكن الآسن الذي يشكل البرك ولا يصلح لشيء، فالماء الجاري والمتجدد مثل مياه الأنهار ينشر الخضرة والنماء والحضارات على ضفافه، وكذلك التغيير .. حركة وتجدد، ويمكن تشبيه التغيير بحجر البناء (اللبنة) الذي يتكون من مجموعها الجدار (الحائط)، فلبنة + لبنة + لبنة +.......إلخ = جدار وكذلك تغيير + تغيير + تغيير +.....إلخ = تطوير، إلا أنه هناك فرق ما بين التغيير والتغير.
2. التغير
ظاهرة تلقائية وطبيعية مستمرة تنجم تحت تأثير التغيرات المناخية والبيئية دون تخطيط مسبق، خارج إرادة المتأثر به ولا يمكن التنبؤ أو التحكم به، مثال ذلك البراكين والزلازل والعواصف والطوفان وتعاقب دورات الجفاف..... إلخ.
ولو حاولنا تفسير الآيتين الكريمتين من خلال مفهوم التغيير ومفهوم التغير لكان مفهوم الآيتين التاليتين واضح لا لبس فيه: إذ قال الله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (لأنفال:53) وقال في الآية 11 من سورة الرعد "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ".
3. التطوير
هو مجموع التغييرات التي تحدث بقصد وتخطيط مسبق على المدى الطويل لزيادة الفاعلية والكفاءة والقدرة على التكيف والتهيؤ للتعامل مع التغيرات في البيئة المحيطة.
والتطوير يحتاج إلي تشخيص علمي دقيق لوضع الأهداف والاستراتيجيات لتطويرها وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية لتحقيق ذلك الهدف، والتطوير على عكس التطور وهو ما يمر به الإنسان والمجتمع من مراحل انتقالية حتمية مع مرور الزمن دون قصد أو تخطيط لذلك فأن التطوير = تغيير+ تغيير+ تغيير+.....إلخ، والتطوير+ تطوير+ تطوير +.....إلخ يقودنا إلي تنمية.
4. التنمية
هي عملية الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية لتطوير كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية في المجتمع بتكامل الجهود الرسمية والغير رسمية.
وتعرفها هيئة الأمم للتنمية: بأنها العمليات التي يمكن بها توحيد جهد المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات المحلية ومساعدتها على الاندماج في حياة الأمة والمساهمة في تقدمها بأقصى قدر مستطاع.
وتعرف في الدول النامية: بأنها عملية تطوير في الاقتصاد القومي يترتب عليه تزايد متوسط دخل الفرد الحقيقي بحيث يستمر هذا التزايد فترة طويلة من الزمن وينتفع به الغالبية العظمى من الأفراد.
وأعرفها بشكل بسيط بأنها النمو الشامل على كل المستويات وفي كل المجالات ... فهيا النمو في دخل الفرد والنمو في الدخل القومي والنمو في الاقتصاد والمجتمع والسياسية والثقافة والبيئة. 
من ذلك كله نستخلص بأنه حتى نصل للتقدم والحضارة والازدهار يجب أن نحقق المعادلة التالية على الترتيب:-
1-    تغيير + تغيير + تغيير + .....إلخ = تطوير.
2-    تطوير + تطوير + تطوير + ..... إلخ = تنمية
3-    تنمية + تنمية + تنمية + ...... إلخ = النضوج ... الازدهار ... التقدم ... الحضارة.
إذاً حتى نتقدم ونتحضر يجب أن نبدأ البناء من أصغر لبنة أو خلية ألا وهي التغيير في كل المجالات وعلى كل المستويات. 
5. الفاعلية
 هي القدرة على تحقيق الأهداف مهما كانت الإمكانات المستخدمة في ذلك واعتماد هذه القدرة و المعايير المستخدمة في قياسها على النموذج المستخدم في الدراسة وهي أيضاً القدرة على البقاء و التكيف و النمو بغض النظر عن العلاقة بين الأهداف المحققة إلي الأهداف المحددة.
والسؤال: ما هو الهدف الذي نسعى إليه في ليبيا؟..... والجواب: ليكن هدفنا التقدم والازدهار.
6. الكفاءة
هي تحقيق الأهداف المحددة والمرغوبة بأقل تكاليف ممكنة، بمعنى القدرة على أداء الأشياء بطريقة صحيحة ذات جودة عالية، فالكفاءة هي تحقيق مخرجات (النتائج) تفوق قيمتها المدخلات المستخدمة (الموارد أو إمكانيات)، أي أنها الرشد في استخدام الموارد المتاحة بالشكل الذي يحقق أعلى مردود، بواسطة مجموع المعارف العملية التي تضمن تميزاً في الأداء عن طريق إشباع حاجات و رغبات الأفراد ورفع الروح المعنوية لديهم لتعزيز رغبتهم و اندفاعهم إلى العمل، فالكفاءة مزيجاً متطوراً من التجارب والقيم والمعلومات والخبرات التي بدورها تشكل إطاراً لتقييم وإدماج تجارب ومعلومات جديدة، لذلك كانت الدراية هي القاعدة والمرجعية لتشكيل المعرفة، وهي تدخل كعنصر جوهري في الكفاءة.
تحقيق الأهداف مع عدم وجود إسراف في الموارد
عدم تحقيق الأهداف مع عدم وجود إسراف في الموارد
كفؤ
تحقيق الأهداف مع وجود إسراف في الموارد
عدم تحقيق الأهداف مع وجود إسراف في الموارد
غير كفؤ
فعال
غير فعال
وأخيراً: نحتاج إلي عاملين لديهم الرغبة والكفاءة لتحقيق الهدف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي

سوريا تزف.


سوريا تزف.
هل رأيتم ما يحدث في سوريا من مجازر .... أين أولائك المتفلسفين المتحذلقين الأفاقين الكذوبين الذين لم تعجبهم ثورة ليبيا واعتبروها ليست ثورة، لأن دول أسلامية وعربية وغربية والناتو تدخل لحماية المدنيين.
ألا يتمنى كل إنسان شريف الآن في سوريا وفي جميع دول العالم أن تتدخل هيئة الأمم والعالم على اختلاف طرقهم ونحلهم لحماية المدنيين ووقف طاحونة القتل بأي شكل من الأشكال.
أين أنت يا هيكل ويا عطوان وأين عصابتكم المتفلسفة المتحذلقة الأفاقة هل عقمتم ولم يعد بإمكانكم أن تفرخوا لنا نظريات في الاحتلال والاستعمار والمصالح والنفط والدول الهامشية.
هل الاحتلال والاستعمار لابد أن يكون له أسم أجنبي ولا يكون إلا على يد تشرشل وموسوليني وديغول وبوش وشارون .... أما ما تقوم به روسيا وإيران وحزب الشيطان والعتل الزنيم بشار وعصابته ليس احتلال أو استعمار.
أين أنتم يا سلفيين ويا أخوان وأين أسلامكم هل الإسلام حسب المصلحة وليس من مصلحتكم الآن الخروج ولو في مظاهرات بسيطة ضد روسيا وإيران، أم أغراكم الحكم والكراسي ورضيتم بالحياة الدنيا.
هل هذا ما وصاكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ((أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضا الله عنهم وأرضاهم)) أن تبقوا متفرجين متزاحمين على السلطة.
أين أنتم يا من كنا نحسبهم متعلمي ومثقفي الأمة ولم تعجبهم ثورة ليبيا وصم أداننا بالمصالح والنفط والاحتلال والأطماع ... أم لم تجدوا من يدفع لكم.
ثم تباً لكم أليس القتل هو القتل جريمة مهما كان فاعلها، أم أنه حلال على الملوك والرؤساء أن يقتلوا شعبهم دون حسيب أو رقيب.
أين أنتم عليكم اللعنة أخرجوا لنا بنظرياتكم العظيمة وقولوا لنا ما العمل الآن وكيف نوقف حمام الدم هذا وماذا نفعل بهذا العتل الزنيم بشار.
محمد بن علي.

كرامتي أني ليبية
يطلع  علينا هذه الأيام تجاذبت و تيارات متنوعة في مجتمعنا الليبي تركز كلها علي المرأة في محاولة لاستقطابها فكلما أمسك أحدهم ميكرفون تحدث عن حرية المرأة و كلما أراد أحدهم جذب الانتباه  تحدث عن حرية المرأة و كل الأحزاب و التيارات السياسية لا تنفك تغني بجمل  عن حرية المرأة بشكل يدعو للاستفزاز فابلله عليكم عن أي حرية تتحدثون....
وأرجو أن تتوقفوا قليلا و تنظروا حولكم و تخبروني عن أي حرية تطالبون فالحمد لله نسبة التعليم في النساء أكثر من الرجال و الإعمال أغلبها عنصر نسائي و الأسواق تعج بالنساء  فبأي حرية تطالبون أو هي فقط أعادة جمل نسمع في دول و شعوب أخري دون وعي بالواقع الليبي.
فيا من تطالبون بحرية المرأة أحدثكم أنا أمرآة ليبية عشت و تربيت في ليبيا و لله الحمد, فأقول أعزائي الثورة تعني تصحيح الأخطاء و دعم الجيد و ليس نسف كل قيم و تقاليد مجتمعنا.... فالله الحمد مجتمعنا الليبي من المجتمعات التي تحترم المرأة فلا تستوردوا ألينا ثقافات هجينة و ليتضح كلامي لاحظوا الأتي
*تعمل المرأة في نفس عمل الرجل و نفس درجته الوظيفية و لكنها غير ملزمة بالنفقات و المصاريف كالرجل و أن حدث  و ألزمها زوجها أو أخيها بالمصاريف لا يكون قاعدة بل شواذ و الدليل علي ذلك أنه عندما يخرج من البيت يتحدث علي أنه  الذي يصرف علي البيت  و يخفي مساهمة المرأة بالنفقات لأنه يعلم أنه غير مقبول اجتماعيا . كرامة لها
*تجد بعض الرجال يزحمون علي أحد الشبابيك لتمام معاملة أو في المصرف و لكن أن وقفت ا مرآة تأخروا و أعطوها الأولية. كرامة لها
*يقوم الشرطي يوقف السيارات و يقوم بالتفتيش و لكن عندما يري في السيارة أمرآة يتأخر أحيانا لا يفتش  و أن أضطر يكلف امرأة  بالتفتيش .كرامة لها
 *تركب المرأة الباص، في الباص صف كراسي زوجي و أخر صف فردي يقوم أحد الشباب ليفسح لها المجال لتجلس في الصف الفردي براحتها و لا يضايقها أحد .كرامة لها
* تجد المرأة تمللك من المال الكثير و من المناصب أعلاها و عندما يمر بها خطب يكون السؤال أين أبوها و أخوها أين زوجها أو أبنها. كرامة لها
فعذرا : أنا أمرآة ليبية أرفض مفهومكم للحرية خارج  أطار مجتمعي الليبي و أرفض الحرية أن كانت تعني سلبي كرامتي و راحتي, فإبداع المجتمع الليبي أنه أعطانا الحرية دون أن أكون مبتذلة كما في الغرب أو متاع كما في دول الخليج, حريتي في ليبيا هي مزيج رائع رسخته تقاليد المجتمع الليبي بمفهومه الوسطي للإسلام.
عذرا, أرفض حريتكم المستوردة التي تسرق كرامتي و أردد بكل فخر.

كرامتي أني ليبية

أميمة البصير

المؤتمر الوطني


المؤتمر الوطني:
أولاً: لكم كنت ومازلت أتمنى بأن لا نكون أسرى لآبائنا وبأن لا نعيش في جلباب آبائنا وأن نحرر عقولنا ونخرج من عباءتهم.
ولكم تمنيت أن ننتهج نهج القرآن الكريم ولا نخطو خطى آبائنا دون تفكير أو تمعن أو دراسة، ونقول هذا ما ألفنا عليه آبائنا وأجدادنا حيث قال الله تعالى
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة:170)
أو كما قال (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف:23).
كما أتمنى بأن لا نكون إمعة فنقلد الآخرين دون تفكير أو تدبير ونقول هكذا يفعل الناس لنفعل مثلهم، ليس ذلك من شيم المسلم المؤمن بالله ورسوله.
ولكم تمنيت أن نستسقي ونشرب العلم من منبعه ونبتعد عن أخذ العلم المنقول من ناقل لا يعلم ولا يفقه شيئا وأن نأخذه من مصدره طالما المنبع مازال موجود ومتوفر.
تصور معي نحن في ليبيا النفط والثروة نتعلم العلوم من الناقل، ونحن سندفع المال في كلا الحالتين سواء أخذنا العلم من الناقل أو المصدر، غير أن الناقل يتعلم العلوم بأموالنا من مصدره الرئيسي، مستفيد عدة مزايا منها على سبيل المثل لا الحصر اللغة.
ثانياً: وعلى هذا المنوال لا أتمنى أن يكون الأخوة في المجلس الوطني الانتقالي قد نقلوا لنا تجربة مصر في تأسيس المؤتمر الوطني، أي بمثل ما تم به تأسيس البرلمان المصري، وتركوا كل التجارب الأخرى الناجحة.
لاحظوا معي هنا... تم بناء البرلمان المصري على الأغلبية ليؤسس لجنة تأسيسية دستورية تعد الدستور وكانت مهمة هذا البرلمان أو سميه ما شئت (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ) تتمثل في الآتي.
1.   اختيار لجنة توافقية تأسيسية من خارج أعضاء البرلمان لأعداد مشروع الدستور.
2.   سن القوانين والتشريعات. (وضيفة البرلمان وضيفة تشريعية فقط).
3.   تشكيل حكومة. (وهذا أُختلف عليه مع المجلس العسكري).
وبسبب التنازع ما بين الأغلبية المتمثلة في التيار الإسلامي والمجلس العسكري والأقلية. لم يحقق هذا البرلمان شيء، وبسبب نزعة وأنانية الأغلبية الغالبة لم يتم تأسيس اللجنة التوافقية لأعداد الدستور وقام البرلمان بسن تشريعات تخدم أغلبيته وأيديولوجيته، وخوفاً من تشدد التيار الإسلامي منع المجلس العسكري البرلمان من تشكيل الحكومة، وأبقى على حكومة الجنزوري حتى لا يهيمن الإخوان على جميع مفاصل الدولة.
وبإمعان النظر نجد أن المؤتمر الوطني الليبي على ما أعتقد سيقوم بنفس المهام والوظائف التي قام بها البرلمان المصري تقريباً (تقليد أعمى)، وهو تشكيل لجنة الستين (لجنة أعداد الدستور) وسن التشريعات وتشكيل الحكومة.
وبشكل ما ستتشكل أغلبية في المؤتمر الوطني بسبب طريقة توزيع المقاعد وقد لا تكون الأغلبية واضحة في الوقت الحالي ولكنها ستتشكل عندما يعقد المؤتمر أول جلساته وتبدأ التكتلات والتحالفات من المستقلين بالذات، مع العلم أن بعض قياداتنا السياسية المعروفة والمشهورة، يعملون على ذلك منذ الآن ليشكلوا أغلبية بالمؤتمر.
وهنا الطامة الكبرى فالمؤتمر الوطني وببساطة هو على غرار البرلمان المصري، ولعلكم فهمتم الآن سبب مقدمة هذا المقال، فمن وضع أساس المؤتمر الوطني نسج على نفس أساس البرلمان المصري وبذلك يكون قد قلد بدون تدقيق فيما يقلد.
ولو ضننا بأن ما حدث للبرلمان المصري من فشل وتنازع _ برغم ما لديه من فلاسفة وعلماء وخبراء وفنيين وجيش قوي مازال يضبط الإيقاع ولم يتفكك _ هو نفسه ما نتوقعه سيحدث لنا على ضوء التشابه القريب جداَ ما بين البرلمان المصري والمؤتمر الوطني لوجدنا (وهذا ما لا نتمناه) أن الصورة قاتمة (لا قدر الله) والفشل قريب (لا سامح الله) ونحن ليس لدينا جيش أو أمن قوي يضبط الإيقاع ويلجم النزاع ويحل البرلمان وما لدينا ماهي إلا مجموعات من الثوار الأبطال والكتائب.
والسؤال هنا من سيقوم بحل المؤتمر الوطني حينما يحدث مالا نرجوه من عدم التوافق فيما بين المؤتمرين وتقوم الأغلبية بفرض أيديولوجيتها وأفكارها وتشريعاتها على الأقلية التي لا حول لها ولا قوة إلا أن تعارض ثم تستجيب مرغمة للأغلبية حسب مقتضيات اللعبة الديمقراطية، ونحن ليس لدينا رئيس أو مجلس عسكري يقرر حل المؤتمر الوطني أو يساعد في تأسيس اللجنة الدستورية، فرئيس المؤتمر ورئيس الحكومة ستنصبهما الأغلبية واللجنة الدستورية لأعداد الدستور ستشكلها الأغلبية.
فهل هذه المرحلة مرحلة الأغلبية أم مرحلة التوافق؟!!.
لذلك كله كم تمنيت أن يؤسس المؤتمر الوطني على أساس التوافق بتوزيع الكراسي بالتساوي وليس على أساس الكثافة العددية للسكان وما كان لرئيس المجلس الانتقالي المحترم وغيره من رجال الدولة أن يقولوا "نعلم أن توزيع المقاعد ظالم ولكن".
وأخيراً أقول ما حدث قد حدث والخيرة فيما أختارها الله وأتمنى من كل قلبي بأن لا يحدث لنا ما حدث للمصرين والبرلمان المصري من تنازع. نسأل الله السلامة. كما أتمنى أن يكون مقالي هذا تحذيري وليس تشاؤمي، وبرغم الأخطاء والتباين إلا أننا سنقف بقوة وصلابة وثبات مع ما اختارته دولتنا ليبيا الغالية الحبيبة وسنؤيد بكل قوة وشدة الانتخابات والمؤتمر الوطني لبناء الدولة المتقدمة المتحضرة والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد بن علي.

ليبيا وبس
بالله أبتعدوا عن التخوين .... يا أحبابي وساداتي الخيانة كلمة كبيرة جداً .... ما نحتاجه هو النقد على جميع أشكاله اللي يصحح المسار، ويخدم ليبيا، وعلى العموم أي شخص يستمع للنقد ويتقبله فهو بالضرورة يصحح نفسه وسينجح، لذلك إذا تكره شخص ما، وأردت أن تجعل منه شخص فاشل لا تنتقده.... وهذا علاش قالوا الديمقراطية تصحح نفسها.... وقصة العمالة هذه دوختنا ومعاش عرفنا ...... فالملك السنوسي عميل للاستعمار ...... والمقبور القدافي عميل لإسرائيل ...... ومصطفى عبد الجليل (بوشنة) عميل لبريطانيا ...... والشهيد عبد الفتاح يونس عميل للناتو ....... وعلي الصلابي عميل لقطر ...... ودوغة عميل لمحمد وأخوه منجل (سيف) القذافي..... وجبريل عميل لأمريكا...... وولد شارعنا عميل لمالطا ....... لاحظ معي أن هذا الأسلوب نفس أسلوب المقبور المدمر، حيت خون كل من حاربه وخالفه، وخالف اللجان الثورية التي هي حزبه في الحقيقة وقال عليه، خائن وعميل للاستعمار، ولكل من لا يحبهم الشعب (الغرب أو إسرائيل أو روسيا) ....... لذلك يا سيدي كلنا عملاء ولكن الفارق هو هل عاملتنا هذه من أجل ليبيا أم لا، فأن كانت من أجل ليبيا فنعم ما هي، وأن كانت من أجل نفسك أو غيرك فإلي الجحيم ..... فأنا لا أهتم كثيراً أن كان أسمك محمود أو شيشنق  أو بوش أو ميركل أو سركوزي طالما تخدم ليبيا الغالية بجد وجدية ..... يا أخي لن نعبد الصنم، لأن صندوق الاقتراع هو الفيصل والفترة الزمنية المحددة هي التي تفرق بيننا وبينك ...... فأن أختار الشعب عميل فليكن، ولنحترم ذلك لأن الشعب أدرى بمصلحته ....... وليكن شعارنا وشعار جميع الأحزاب وبكل صراحة (الوصول للسلطة من أجل خدمة الشعب وليبيا الغالية الحبيبة).... وأحذركم ونفسي من الكذب.... فالكذب هو المرض المهلك للمجتمعات وهو كالايدز في الجسم .... من يكذب يجب أن نحذر منه ونستبعده .... فالدعاية الانتخابية في الطريق، فأرجوكم لا تبنون دعايتكم على الكذب، ليكتشف الناس بعد حين أنه برنامج واهم وكاذب ..... فلا تفعلوا ما فعل الأخوان في مصر (حاشى الإسلام منهم) فهم كذبوا على العالم بأسره ولم يهتموا لأثار ذلك على الإسلام والمسلمين، فالمؤمن بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكذب قد يفعل منكر ولكن لا يكذب، فالمرشح السلفي عن حزب النور أبو إسماعيل يكذب لجنة الانتخابات والخارجية المصرية والجوازات المصرية والخارجية الأمريكية ويصر على أن أمه لا تحمل الجنسية الأمريكية ...... ترك الله ورسوله واستعان بتشرشل وأعوانه من السلطة ..... نعم السلطة مغرية ولذيذة يا أخي هؤلاء الذين يدعون بأن السياسة كذب هم قدوتهم ونبيهم تشرشل وأصحابه ..... فنحن لم نعلم بأن الرسول صلى الله عليه والسلم أو الصحابة ساسوا الأمة بالكذب بل كان عندهم الكذب أكبر جريمة وذميمة ...... والآن يتشدقون بالإسلام ولا تستطيع حتى أن تناقشهم فيه لأننا لا نفقه فيه شيء مثلهم ...... ولكن من أجل السلطة يضرب بالقيم والإسلام عرض الحائط ..... سبحان الله .... ما بالكم كيف تحكمون.... لذلك ليكن هدفنا خدمة أهلنا بكل شفافية ووضوح وشعارنا ""خيركم خير للأهلة"" ولتكن ليبيا وبس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي.

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

أولي الأمر والربيع العربي.


أولي الأمر والثورات العربية:
عندما انفجرت ثورة الشعوب الحقيقية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ولم تكون ثورة أشخاص من الجيش أو ما يشابه خرج علينا كثير من الناس من علماء وأنصاف علماء وغير علماء يطلبون طاعة ولي الأمر، فقلنا لهم... يمكن تبرير أي شيء وكل شيء ولكن تصل إلي حد القتل بغير وجه حق فهو ليس ولي أمر، قالوا لا... لا يمكن الخروج عن الحاكم وأن كان ظالم، فقلنا لماذا جاء الإسلام أذن، ولماذا بعث الله الرسول بالدين... أليس لرفع الظلم عن الناس، قالوا لا... 

قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النساء:59)

هذه هي الآية التي يحتج بها العلماء وغيرهم في طاعة ولي الأمر ... وبالتمعن في هذه الآية اتضحت لي عدة أسئلة لم تنفك عني وهي تدور في رأسي، ولذلك رأيت أن أشرككم معي في التفكير والتمعن في هذه الآية ولعل نجد من يفيدنا بالإجابة بشكل فقهي وعلمي عن هذه الأسئلة، مقدم الحجة والبرهان عليها, ولابد أن الفقهاء الكرام قد بحثوا في مثل هذه الأسئلة وأجابوا عنها في عدة مباحث فيما سبق، علماً بأنني لا أفقه إلا القليل واليسير في الدين واللغة العربية، وحتى لا أطيل عليكم إليكم السؤال الأول:-

1.    قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ....إلخ الآية) لاحظ معي أنه عز وجل وضع فعل أطيعوا قبل أسمه جل جلاله وقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولم يكرر فعل أطيعوا قبل أولي الأمر، ولو تمعنا في الآية حسب السياق فأنني أجده حسب فهمي هو (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم) أو كان (أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم)، هذا أن كانت طاعة ولي الأمر طاعة مطلقة كطاعة الله ورسوله، والسؤال هنا لماذا يتكرر فعل أطيعوا فيقول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وعند أولي الأمر يحذف فعل أطيعوا ويتم عطف أولي الأمر على الرسول؟. فهل هذا ما تستوجبه اللغة العربية أم هناك تفسير أخر؟.

2.    قال الله تعالى (وأولي الأمر منكم) ولم يقول "وولي الأمر منكم" أي أن ولي الأمر جاءت بصيغة الجمع (أولي الأمر) فهل هناك أكثر من ولي أمر واحد في حياتي أنا كإنسان؟. فهذه الآية موجهة لي أنا كمؤمن ... فكم ولي أمر عندي؟. وأن كان أولي الأمر منكم تعني الحاكم فلماذا تأتي في سياق الآية بصيغة الجمع فهو حاكم واحد معروف وليس حكام عدة؟ أم ياترى المقصود بالطاعة لجميع الحكام السابقون واللاحقون، أي يجب طاعة الخلفاء الراشدين ومعاوية ويزيد وهارون والمنصور.....إلخ حتى نصل إلي حكامنا اليوم، ونحن كلنا نعلم بأن الله سبحانه وتعالى جل جلاله عما يصفون كان يستطيع أن يقول "ولي الأمر منكم" وتكون الآية "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وولي الأمر منكم" ويتضح هنا بأنه المقصود هو الحاكم أو القائد دون تفسير أو مواربة  أم أن المقصود غير ذلك؟!!. أؤمن إيمان مطلق وعندي عقيدة بأن القرآن هدى ورحمة وليس غير ذلك.

3.    لماذا قال الله تعالى منكم ولم يقول فيكم أي "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر فيكم" وإنما جاءت منكم؟. فهل تختلف في اللغة منكم عن فيكم أم هي نفس الشيء ولا وجود للاختلاف في اللغة ما بين منكم وفيكم؟. وأن كان هناك فرق فما هو الفرق ما بين أن نقول أولي الأمر منكم أو أن نقول أولي الأمر فيكم؟.

4. لو كانت طاعة أولي الأمر مطلقة كما تزعمون كطاعة الله ورسولة لماذا قال الله تعالى في نفس الآية (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). وهنا يجب أن نتسائل؟
أ- ما هو التنازع هنا وكيف يكون؟
ب- لماذا ذكر التنازع في الآية أصلاً ما دامت الطاعة مطلقة كطاعة الله ورسوله؟
ج- ما بين من و من سيكون التنازع؟
د- ما معنى نرده لله ورسوله وكيف؟
هـ- كيف سيكون ذلك خير على المؤمنين وأحسن تأويلا؟

5. لماذا لم تتكرر أولي الأمر منكم في الآيات الأخر من سور القرآن الكريم وإنما تكررت طاعة الله والرسول فقط؟. وإليكم الآيات على التوالي. 
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم            
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32)
 بسم الله الرحمن الرحيم           
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (لأنفال:20)
بسم الله الرحمن الرحيم           
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54)
بسم الله الرحمن الرحيم          
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33)

 وأخيراً وبعد أن كثر اللغط في حق هذه الآية الكريمة من سورة النساء أيام الثورات العربية (الربيع العربي) أقول الحمد الله الذي أنزل القرآن هدى ورحمة لعبادة، وما قصدته هنا بأختصارهو التدارس والتمعن في آيات الله سبحانه وتعالى وأنا كمسلم من حقي أن أسئل العلماء وأهل العلم كي يبينوا ويوضحوا لنا تفسيرهم وإجابتهم عن هذه الأسئلة والتي أضنها مشروعة جازاهم الله عنا كل خير ورحمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي الغناي

إنما الدين معاملة
من أقوال الإمام الغزالي رحمه الله:-
"إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره المتدينون؛ بغضوا الله إلي خلقه بسوء طبعهم وسوء كلامهم".

لمس هذا القول قلبي فعلقت قائلاً:-
هذا الكلام صحيح يصيب كبد الحقيقة... فما اختلفوا فيه إلا من بعد ما جاءهم العلم.... لذلك لم يكون الخلاف عندما كان الجهل... وإنما نشأ الخلاف من العلم.... وبسبب بعض من أوتوا العلم نفروا الناس وبغضوا الله إلي خلقه بسوء طبعهم وسوء كلامهم وسوء فهمهم.

قال صديقي:-
هل تعتقد إن هذا الكلام ينطبق علي من يسمون أنفسهم بالإسلاميين أم هو كلام عام ومن هم المتدينون حسب رأيك هل المقياس هو اللحية والسروال القصير؟!

فأجبته:-
لا.... المعيار أو المقياس أولاً وأخيراً المعاملة أي الأخلاق لأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلي أجسامنا وأشكالنا وإنما ينظر إلي ما في قلوبنا.... أما الكلام فهو كلام مرسل عام ينطبق على الجميع... وعلى العموم كلما زاد علمك زادت مسئوليتك وترتب عليها زيادة في محاسبتك ... فعندما تقول بعلم أو بغير علم بأن شيء ما حرام ويتبين بعد زمن أو يوم القيامة بأنه حلال ما هو مصيرك كعالم بالذات.... وعندما يعلم العالم بأنه الحق ويكتمه مثل ما فعل علماء اليهود من قبل وما يفعله علماء سوريا الآن وبعض علماء العرب والمسلمين سابقاً ولاحقاً فما نتيجة ذلك دنيا وآخرة (وبالذات علماء السلطان)... وعلى العموم هذا الحديث يطول ولكن من يتدبر القرآن ويقرأ آياته بإمعان يتضح له وضوح الشمس أن الاختلاف حدث بعد ما جاءهم العلم.... فالحياد عن الحق وكتمه، والتفسير الركيك للآيات بعلم أو بغير علم هو ما أبعد الناس عن الإيمان وزاد من نشر الكفر كما قال الغزالي رحمه الله.

قال صديقي:-
 إذا كانوا متدينين كيف يحملون سوء الخلق في طباعهم وكلامهم؟؟؟ هل تعتقد إن كلام الشيخ الغزالي مناقض نفسه؟؟ أو إن الحقيقة أن المتدينين هم من أصحاب سوء الخلق؟؟؟

وتدخل صديق أخر فقال:-
كلام سليم لما يشمل في معناه المسيئون لأخلاق الإسلام .. و التخلق بتصرفات العنف و القسوة باسم الإسلام..

فقلت:-
بالله عليك يا صديقي كيف تحكم على المتدين وكيف تميز هذا متدين وهذا لا.... هل تحكم عليه من شكله..... أن كنت تحكم عليه من شكله فهذه مصيبة كبرى.... أما أن كنت تحكم عليه بما في قلبه.... فأنه لا يعلم ما في القلوب إلا هو الواحد الأحد ..... لذلك وفي هذه الحالة لا يبقى إلا أن تحكم عليه حسب معاملته (أخلاقه).... وهذا الظاهر لي ولك.

قال صديقي:-
في كثير من الأحيان يكون حتى غير المسلمين ذوي خلق حسن اعتقد أن هذا المعيار غير دقيق.

وهنا سكت الكلام ولم أجد بد من عدم الرد على جدال لا يفضي إلي شيء لأنني وإياهم نناقش الموضوع عن غير علم لأسباب التالية:-
1-   لم تكون الصورة واضحة لأنني افترضت أن العلماء هم أكثر الناس تديناً وهذا يشمل جميع الديانات على الإطلاق... فعلماء المسيحية واليهودية من رهبان وقساوسة وحاخامات أكثر الناس تديناً وكذلك شيوخ وفقهاء الإسلام هم أكثر الناس تديناً... أي على افتراض؛ "كلما ازداد المرء علماً كلما ازداد تديناً" حيث قال الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28).
2-   احتكار فهم مصطلح متدين على المسلم فقط، وهذا خطاء لأن جميع الديانات بما فيها الديانات الوثنية يوجد بها متدينين.
3-   الاعتداد بالنفس إلي درجة الغرور فنحن فقط نملك الحقيقة كاملة لذلك لا يجب النقاش فيها أو التحدث عنها لدرجة أننا لا نجهد أنفسنا للبحث عن الحجة التي تدعم وتثبت هذه الحقيقة ولدرجة أن الأخلاق ليست معيار مادمت موجودة عند المسلم، وموجودة أيضاً عند المسيحي واليهودي والوثني.
وأخيراً لنطرح الأسئلة التالية والتي أعتقد بأنها مهمة:-
                     ‌أ-         هل كان الله سبحانه وتعالى يصف ويميز أنبيائه عن غيرهم من البشر، بالتدين أم بالأخلاق؟
                   ‌ب-      لماذا مدح الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد صل الله عليه وسلم "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم:4) وميزه بالأمانة والصدق ووضع فيه هاتين الصفتين الأساسيتين قبل أن يبعث بالرسالة وهي صفات أخلاقية وليس دينية؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة: التعليقات فقط منقولة من الفيس بوك.
محمد بن علي