بسم الله الرحمن الرحيم
مساء الخير يا جاري
في البدء؛ هل نبني ليبيا الحب والمستقبل في ظل الحرية أم أن هذه الثورة التي حباها الله ورعاها فنسيء إليها بالمحاباة والمجاملة (النفاق)؟!.
وبعد فمصر أم الدنيا... مصر أرض الكنانة... مصر قلب الأمة النابض... ومصر ومصر ولا ندري ما يحدث وما حصل.
ما حدث هو أن مصر ما قدمته لدعم الثورة الليبية كان متواضع جداً جداً مقارنتاً بما قدمته قطر والإمارات وتونس ودول الحلف الغربي، فمثلاً هل تم علاج الجرحى في مصر دون أجر أم كان الاهتمام بهم متميز ولم يكون موجود مثله في الدول الأخرى؟ أما اللاجئين فأن مصر مضطرة لاستقبالهم لأنها مسئولة أمام العالم، كما أن اللاجئين لم يمكثوا فترة طويلة ومن بقى منهم بقى على حسابه الخاص ولم تقام مخيمات أو ما يشابه، كما أن أغلب أزلام الطاغية لجئوا لهذه الدولة ووجدوا فيها ملاذ آمن، مع عدم الاعتراف بالثورة والثوار. فمصر لم تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي وهذا ببساطة عدم اعتراف بالثورة أو الثوار، لأن المجلس انبثق ونشأ بسبب الثورة والثوار، فلولا الثورة ما كان المجلس أصلاً ومن يعرف هذه الحقيقة كان سباق للاعتراف بالمجلس الوطني مثل فرنسا وقطر، فالثوار هم المجلس والوطني والمجلس الوطني هو الثورة، وهنا يقول قائل أن لمصر حساسيتها كجارة ملاصقة لليبيا، ولكن ماذا فعلت تونس (رغم أنها ليست أم الدنيا أو قلب العروبة النابض) فأنها تعاملت مع أزلام النظام بحزم وأبدت رغبتها بالاعتراف بالمجلس في وقت مبكر لم تتحرر فيها المنطقة المجاورة لها بعد وهي المنطقة الغربية، ناهيك عن معاملتها للاجئين والجرحى، كما سمحت تونس للثوار برفع علم ليبيا (علم الاستقلال) فوق السفارة في الوقت الذي تشبثت فيه مصر بالوقوف ضد الثوار عندما حاولوا رفع علم ليبيا فوق السفارة بل وقامت بضربهم وإطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم ولم تكلف نفسها طرد السفير بعد الفضيحة التي اشتهرت وتناقلتها وسائل الأعلام حيث كان بإمكانها طرده بالتعلل بالفعل الفاضح الذي قام به داخل السفارة فالمصريين لن يعدموا الحيلة لو لديهم النية الصادقة في ذلك أما الكارثة الكبرى فكانت القنوات التي لم يتم إغلاقها رغم الحكم القضائي الصادر من محاكمها وقضاتها وكان العذر في عدم تنفيذ الحكم أقبح من الذنب فالدول التي تحترم نفسها تنفذ الحكم القضائي مهما كان قاسي لأنها تحترم محاكمها وتحترم قضاتها ولا تماطل في التنفيذ لأنها تعلم علم اليقين بأن المحاكم التي لا يتم تنفيذ أحكامها هي مضيعة للوقت والجهد والمال.
ولو ناقشنا الموضوع من جانب أخر باعتبار أن القنوات الطاغية أثرت على نفسية الليبيين وشاركت في قتل الليبيين بشكل مباشر بما كانت تبته من خطابات الطاغية وأبنائه وبرامج هالة وشاكير وحمزة والكل كان يعلم بأن هذه القنوات ترسل برسائل مفتوحة ومشفرة للكتائب والطابور الخامس تحرض فيها على قتل الليبيين وهذا يقودنا إلي أن عدم قفل القنوات بشكل أو أخر أو المماطلة في قفلها رغم الحكم القضائي هو مشاركة في القتل والقاعدة القانونية تقول من يتستر على القاتل هو مساهم في القتل ونحن نتذكر جيداً عندما كان يخرج شاكير على هذه القنوات وهو يتكلم بالشفرة ويوجه النداء إلي كتيبة الغدر والخيانة ببنغازي لقتل الشهيد البطل/ عبد الفتاح يونس في الوقت نفسه كان الحكم القضائي بقفل القنوات قد صدر من المحاكم المصرية ولم ينفذ.
أذاً وببساطة من ساهم في عرقلة قفل قنوات الطاغية من أزلام نظام الطاغية أو مؤسسات مصرية أو شركة النايل سات هو مشارك في قتل الشهيد البطل/عبد الفتاح يونس ومشارك في قتل الليبيين هذا قياساً على القاعدة القانونية سالفة الذكر.
أنا هنا لا أتحامل على مصر والمصريين ولا على الجزائر والجزائريين وإنما أبحث عن الأنصاف والحقيقة وإعطاء لكل ذي حقاً حقه والمعاملة بالمثل أما القول بأننا نحن شعب متسامح ويجب نتسامح مع جيراننا وإلا نأخذ الشعب بجريرة الحكومات فهذا قول مردود عليه لأن التسامح مع الحكومة المصرية والحكومة الجزائرية (وكل الحكومات التي وقفت ضد ثورتنا) الأولى منه أن نكون متسامحين مع أبناء شعبنا ونسامح هالة وشاكير وحمزة وغيرهم من الليبيين كما أنني لا أدعوا إلي حرب وشتم جيراننا وإنما أطلب أن لا نتعامل معهم في المستقبل اقتصادياً أو تعليماً أو صحياً ونعمل بمبدأ مساء الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن علي محمد